المقالات

يوم بدينــــا

يوم التأسيس (1727م)، نقطة تحول فاصلة بين ماضٍ صاخب تتداخل فيه عوامل التعاسة؛ الفقر والجهل، وانعدام مقومات الحياة الأساسية من أمن وأمان وماء وغذاء ونحوها.. وبين حياة أخرى مختلفة زاخرة بمعاني الرفاهية والأمان والاستقرار؛ من تعليم ونهضة تنموية وصناعية وتقنية، إلى مرحلة الريادة والمنافسة العالمية لتكون المملكة إحدى مجموعة العشرين للدول الكبرى؛ اقتصاديا وسياسيا، وإحدى الدول السيادية ذات الثقل القيادي التي ترسم خارطة الطريق للسياسة العالمية أو تغير مجرى الأحداث الكبرى، لتطبع عليها بصمةً سعودية ذات نهج ديني ثقافي أصيل.. لتتجه بوصلة الأرض والفضاء نحو قبلة الإسلام الخالدة لتكون مناراً يهتدى به؛ رعاية للمقدسات؛ تشييدا ورعايةً للحرمين والمشاعر، وتهيئة واستعدادا؛ استقبالاً وترحاباً وتقديم كل ما من شأنه خدمة الحاج والمعتمر والزائر كـ تكامل متسق ينعم من خلاله قاصدو بيت الله الحرام بطيب المقام وحسن المآل!! وهي إذ ذاك مئزراً للقيم والخلال الحميدة والمعاني النبيلة، وإن شئت مفزعاً للخائفين، وأماناً للمروعين، وعونا للمنكوبين والمتضررين، فضلاً عن كونها راعية للسلام ومناصرة لقضايا المسلمين!!
لقد قفزت المملكة العربية السعودية خطوات ضوئية حلقت لمصاف الدول الأول بل تفوقت بتسارع منقطع النظير متجاوزة التراتيب الإدارية إلى اختلاق فرص واعدة ومجالات متعددة انبثقت من رؤية المملكة 2030 برعاية ملكية من لدن والدنا المعظم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه وأمده بعونه وتوفيقه- وصياغة حاكها رجل الإبداع وعبقري القيادة والإدارة والإرادة: صاحب المفاخر والمنجزات سيدي ولي العهد، رئيس مجلس الوزاراء، الأمير الشاب البطل محمد بن سلمان – حفظه الله ورعاه- صانع مفهوم التحول الوطني بصور مبتكرة من مدن صناعية عائمة وأخرى ناشئة وثالثة عملاقة تقانية ورابعة في جوف الصحراء شاهقة، وخامسة تحكي الأصالة وأخرى وأخرى مبتكرة تقدم نموذجا للاستدامة الحضرية والطاقة المتجددة.. إلى إعادة تشكيل مفهوم الثقافة والتعايش مع الواقع، والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، وانترنت الأشياء، وأجيال الأنترنت العالية إلى بناء المنشآت الرياضية وتنوع المناشط والمراكز العمرانية والتخطيط السليم للمدن، بما يكفل التنوع والخدمات والمدن الذكية والأنسنة الصحية بعيدا عن العشوائية المتخبطة والارتجالية المخلة، وبما يكفل التنموية الراسخة التي تضيف بعداً اقتصاديا، كما تكفل متنفسا طبيعيا وحراكا اجتماعيا متسقاً والتقدم الذي تعيشه المملكة، وبما يواكب مستهدفات رؤية المملكة في رفع نسبة تملك المواطنين للمنازل كمتطلب أساس للاستقرار النفسي والأمان الأسري!!

لم تقف الرؤية الثاقبة عند حدود الأسياسيات بل لم تغفل الثانويات والكماليات التي أضحت في حكم الأولويات من بناء المرافق الرياضية والترفيهية، ومراكز البحوث والاهتمام بالمدن السياحية التي تتوفر بها مقومات الجذب الطبيعي والمصطنع والتي تشكل في مجموعها احتياجات الإنسان العصري المعيشية والصحية والترفيهية كأولوية وهدف للتنمية المستدامة.
ولقد رافق هذا التسارع التقني الصناعي وعي بالمستجدات ليتواكب الإنسان مع التحديات وليكون على مستوى الحدث فقد كان لسمو ولي العهد السبق في البناء المعرفي الثقافي والتقدم العلمي على مختلف الأصعدة، مما جعل أبناء هذا الوطن الأشم يحصدون الجوائز العالمية في مجالات الاختراع والابتكار والتقنية إلى غزو الفضاء .. وكما هي رؤية شاملة يتحقق من ورائها العدل والإنصاف إذ برزت المرأة كـ شريك حقيقي في حقول العلم والعمل يداً بيد مع الرجل في نماء مضطرد يكفل حق الجميع في أن يحظى بنصيب وافر لبناء الوطن، وليقوم كلٌ بدوره المنوط كـ واجب وطني ومواطنة صالحة؛ ولاءً وانتماءً!

ولأننا لن نحصي عدداً كل المشاريع والمدن والمنجزات فهي متسارعة ولاَّدة لا تتوقف ( نيوم، ذا لاين، مدينة الأمير محمد بن سلمان الغير ربحية.. إلى إنشاء شركة داون تاون لإنشاء مراكز حضرية ووجهات متعددة ومتنوعة في أنحاء المملكة، إلى تحويل عدد من المدن لهيئات ملكية لإضفاء مزيدا من العناية والاهتمام، إلى إنشاء شركات التنمية والتطوير السياحي.. كما لم يغفل الصناعات الابتدائية والتحويلية كـ البتروكيماويات وصناعة السيارات وتوطين العديد من الصناعات الحربية وغيرها)!!
وها هو مشروع المربع الجديد الذي جاء ليترجم على أرض الواقع إحدى مفردات ( الداون تاون) والذي يعد فريدا من نوعه في العالم بمزاياه وتنوعه وتقنياته المبتكرة، كـ رمز حضاري بارز وشامخ في مدينة الرياض – العاصمة – والمملكة عامة – ومع كل تلك المنجزات العملاقة نجد أن التطرق لبعضها كنمذجة ليس إلا!!
لأنه لم يعد بمقدورنا التنبؤ أو ملاحقة ما يجري أو ما هو آتٍ من مشاريع تعد شاهدة على العبقرية الفذة لولي عهدنا الأمين!! كما أن ذكرها من باب إظهار النعم، والتحدث بها شكراً لله أولا، ثم لقيادتنا، التي لا تألو جهدا في سبيل الرقي والتسامي بوطننا وأبنائه، لنفاخر نحن بحكومتنا، ولنعلن الغبطة والسرور والفرح بمنجزاتنا {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس : 58]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى