المقالات

السعودية قبلة العالم

احتفلنا يوم أمس الأربعاء 22 فبراير 2023 م بالذكرى 296 ليوم تأسيس المملكة العربية السعودية (يوم بدينا) على يد الإمام محمد بن سعود ورجاله ـ رحمهم الله جميعًا ـ، هذه الذكرى التي احتفينا فيها بتاريخ حافل قارب على إتمام القرن الثالث، وقد مرّت فيه الدولة السعودية بثلاث مراحل شهدت في مرحلتيها الأولى والثانية توسعًا وتراجعًا في مساحتها، وتخللتها فترات عصيبة وتنافس شديد على السيادة مع دويلات المدن والقرى التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية، وتتنازع الأمر فيما بينها حيث تتبادل الغارات على بعضها بدعم وتأثير من أطراف خارجية أحيانًا، وبعصبية وجهل وبحث عن الغنائم في معظم الأحيان، إلا أن الدولة السعودية التي كانت تطمح إلى إنهاء تلك الصراعات السقيمة، وتوحيد البلاد وحمايتها من النزاعات المحلية، ومن التدخلات الأجنبية والاستقلال بالرأي والمقدرات واجهت صراعات شديدة أدت إلى سقوط الدولة مرتين، ولكنها كانت تنهض سريعًا وتعود بقوة وعزيمة لتحقيق أهدافها السامية.

وبعد سقوط الدولة السعودية الثانية قيض الله لهذه البلاد الفارس الشهم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ الذي تمكن بشجاعته وحكمته وقوة عزيمته من استعادة ملك آبائه وأجداده في رحلة بدأها، وهو في ريعان شبابه عام ١٣١٩هـ باستعادة الرياض التي أصبحت عاصمة لملك آل سعود في عهد الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية ـ رحمه اللهـ، ومنها انطلق هو ورجاله بعزيمة لا تلين لتحقيق الحلم العظيم بتوحيد أطراف البلاد تحت راية التوحيد، واستطاع بحنكة وفطنة أن يتعامل مع كل القوى التي كانت سائدة آنذاك بحيادية إيجابية حتى استتب له الأمر، وعلى الرغم من شُح مصادر دخل الدولة في بادئ الأمر إلا أنه كان حريصًا على تأمين الحياة الكريمة لأبناء شعبه، وبدأ بنشر التعليم النظامي لتهيئة جيل من أبناء البلد للخدمة في مختلف مجالات الحياة، وتولي مهام العمل في تطوير المملكة واللحاق بالأمم التي سبقتنا ومنافستها في التطور.

وتعاقب أبناؤه البررة في الحكم من بعده، وتولوا حمل مشعل الوحدة والبناء والتطور إلى أن أصبحت بلادنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ـ حفظهما الله ـ ورشة عمل لا يكاد يخلو جزء فيها من مشروع في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي قدمها ويشرف على تفاصيلها سمو ولي العهد ـ حفظه الله ـ ويقوم عليها شباب طموح من أبناء المملكة المدربين والمتخصصين يواصلون ليلهم بنهارهم في العمل لتحقيقها، وقد بدأت طلائع ثمارها تبرز في عامنا هذا 2023 وستكتمل في وقتها بمشيئة الله لتقود المملكة إلى الصف الأول بين دول العالم.

هذه المشروعات العملاقة في المجالات الاقتصادية والصناعية والسياحية المختلفة، وما نشهده بشكل يومي من نشاطات متنوعة في أرجاء المملكة من المؤتمرات والمنتديات السياسية والاقتصادية والمعارض المختلفة والمناشط الثقافية والفنية والبطولات الرياضية وفي شتى صنوف الرياضة، كل هذه المناشط وغيرها جذبت قادة العالم وكبار السياسيين الذين يحرصون على تعزيز علاقات دولهم ومنظماتهم السياسية والاقتصادية مع المملكة التي تتجه إلى صدارة الاقتصاد الأسرع نموًا في العالم، كما جذبت الشركات والاقتصاديين والمثقفين والفنانين والرياضيين والإعلاميين وغيرهم من المبدعين على مستوى العالم الذين يبحثون عن فرص للعمل ـ كل في مجاله ـ والمشاركة في التحول الذي تشهده المملكة وتحقيق المكاسب والنجاح لمؤسساتهم ولأنفسهم.

ولذلك تفتح المملكة أبوابها مشرعة للجميع للاستثمار أو الزيارة والسياحة أو المشاركة في الفعاليات المنعقدة فيها، وللاطلاع على تاريخها وحضارتها وما تشهده من تطور سريع للعالم.
فأهلًا وسهلًا بالجميع في قبلة العالم.

علي بن هجّاد

كاتب صحفي - مدير التحرير بـ(واس) السابقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى