المقالات

ذكرى التأسيس حكاية ماضٍ عظيم، وحاضر جميل، ومستقبل مُشرق

يأتي اليوم الثاني والعشرون من شهر فبراير ليُعيد للأذهان ذكرى عزيزة وغالية على قلب كل مواطن سعودي؛ ففي مثل هذا اليوم ولدت الدولة المباركة بتوفيق الله ثم جهود الإمام الهمام محمد بن سعود الذي تولى إمارة الدرعية في عام 1139هـ (1727م)، والذي حرص على أن يجعل من الدرعية نواة للدولة السعودية الأولى وعقد تحالفات عظيمة مع شيوخ القبائل؛ ولأنه عُرف بسمت الصلاح والصدق والعدل؛ فقد حقق له ذلك القبول لدى الناس فالتفوا حوله، وبدأ يوسّع نفوذه ويؤسس للدولة العظيمة التي استمرت زهاء 91 سنة قامت على تحكيم الشريعة الإسلامية، وكان لتحالفه مع مع الإمام محمد بن عبد الوهاب أثر كبير في نشر تعاليم الإسلام الصحيح بعيدًا عن الخرافات والجهل الذي تفشى في تلك الحقبة، وقد حكم الدولة السعودية الأولى أربعة حكام هم المؤسس محمد بن سعود بن محمد آل مقرن ثم ابنه عبد العزيز بن محمد آل سعود ثم ابنه سعود الكبير بن عبد العزيز ثم ابنه عبد الله بن سعود الكبير، وطويت مرحلة من مراحل الدولة السعودية لتبدأ بعدها مرحلة أخرى هي الدولة السعودية الثانية، والتي تأسست على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود في عام 1240 هجري، الموافق لعام 1824 ميلادي، واتخذ من مدينة الرياض عاصمة له، وقد توارث الحكم فيها الإمام فيصل بن تركي ثم الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي ثم الإمام سعود بن فيصل بن تركي ثم الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي، واستمرت الدولة السعودية الثانية مدّة بلغت 67 عامًا ثم طويت صفحة أخرى من صفحات الدولة السعودية عام 1309 هجري، الموافق لعام 1891م؛ وذلك إثر مغادرة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي مدينة الرياض لتبدأ بعد ذلك الدولة السعودية الثالثة، والتي تأسست باسم المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – عام 1319هـ الذي وحّدها بعد فرقة وأمنها بعد خوف واقتتال، وفي عهده هلّت الخيرات وعمّ الأمن والأمان، واستمرت الدولة السعودية الثالثة على نهج الدولة السعودية الأولى والثانية متخذة القرآن والسنة دستورًا لها بدءًا من المؤسس ثم مرورًا بالملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد ثم الملك عبدالله – رحمهم الله جميعًا – وهانحن اليوم نشهد تطورات واسعة وتفردًا وريادة وتميزًا في كل المجالات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظهم الله – وما زالت الإنجازات تتوالى في كل الأصعدة.

يأتي هذا اليوم لنتذكر ماضينا بفخر ونعيش حاضرنا بزهو ونستشرف مستقبلنا بأمل، ونغرس بتوثيقنا لهذا التاريخ في قلوب أبنائنا إرثًا عظيمًا يفخرون به بعيدًا عن الزيف والخداع والتضليل، فتاريخنا ناصع البياض ضارب بجذوره الأصيلة في عُمق التاريخ، ونحن امتداد وارف مورق يعلو ويسمو بالتفافه حول قيادته ولا حدود لطموحه في وطن معطاء يزخر بالخيرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button