استمعت، وشاهدت بأم عيني في إحدى القنوات الفضائية، طبيب نفسي سعودي، وهو يعرض تجربة مريضه النفسي، الذي نصحه معارفه بمراجعة طبيب نفسي شهير غير مسلم يعمل في مصحة نفسية في إحدى الدول الغربية، وفعلاً شد رحاله المريض إلى تلك الدولة والمصحة النفسية.
وعندما قابل المريض النفسي ذلك الطبيب النفسي الغربي علم الأخير أن هذا المريض النفسي مسلم وأنه قدم من مكة المكرمة، فتعجب الطبيب ثم طلب من مساعده الممرض أن يصحب المريض إلى حديقة المستشفى ليمكث مع المرضى هناك برهة يستجم قليلاً ثم يعيده إليه.
وعندما وصل المريض النفسي إلى مكان الحديقة، وجد المرضى النفسيين ماكثين فيها، وكأن على رؤسهم الطير، وتخيم عليهم السكينة والهدوء وهم يستمعون إلى القرآن الكريم الذي كان مفتوحاً في مكبرات الصوت بالحديقة، فتعجب ذلك المريض النفسي المسلم بأنه في دولة غير مسلمة وجميع المرضى والعاملين في المصحة غير مسلمين ولا يتحدثون اللغة العربية، ومع ذلك يستمعون للقرآن الكريم .
ثم لما عاد المريض النفسي إلى الطبيب النفسي ذكر له استغرابه مما شاهد وسمع، ففسر له الطبيب ما شاهده في الحديقة، وهو أن الفريق المعالج لاحظوا -من واقع خبرة- أن المرضى النفسيين يكونون في أهدى حالاتهم النفسية والعصبية والهدوء والراحة والسكينة عندما يكونون في حصة القرآن الكريم رغم أنهم لا يفهمون ما يسمعون من القرآن، كونهم غير مسلمين ولا يعرفون اللغة العربية، ورغم ذلك يشعرون بالراحة النفسية لمجرد الاستماع بدون فهم، لذلك خصص لهم الفريق المعالج حصة القرآن اليومية.
وكان هذا سر تعجب الطبيب النفسي الغربي من المريض النفسي كونه مسلم قدم إلى دولة أجنبية طالباً العلاج النفسي فيها، مع أن المسلمون يؤمنون بأن القرآن الكريم يشفي من جميع الأمراض المعنوية والحسية “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ” .
ان أعراض الأمراض النفسية، وأعراض الأمراض الروحية (السحر والحسد والمس) متشابهة لذلك من المفيد أن المريض يطبق العلاج المتكامل وفقاً للنظرية العلمية التكاملية بمعنى يستخدم الدواء والرقية بالقرآن الكريم جنباً إلى جنب ويفضل البدء بالرقية فهي علاج لجميع الأمراض العضوية وغير العضوية.
إضافة إلى الدعم النفسي والمساندة الأسرية .
كما أن العلاج الواحد علاج ناقص، وأما العلاج المتكامل، (الطبي والنفسي والاجتماعي والتأهيلي والديني والإرشادي) يعتبر برنامج علاجي شامل، ونتائجه فعالة، فمثلاً شغل أوقات الفراغ بنشاط أو هواية مفيدة أو عمل، يُحسن من مزاج المريض النفسي ومن إستقرار نفسيته ، وكذلك يضيّق من مساحة تعاطي المخدرات، ومن ممارسة السلوك الانحرافي والإجرامي على الشخص.
مستشار أسري واجتماعي