لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده إلى أجل مسمى، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وفي آخر ليلة من شهر رجب لهذا العام ١٤٤٤ هجرية، انتقلت والدتي الغالية إلى جوار ربها، رحمة الله عليها وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة، رحلت عن دنيانا الفانية إلى دار البقاء والخلود، بعد معاناتها وآلامها التي ألزمتها السرير لبضع سنين، كانت بيننا ملء السمع والبصر، كشمعة مضيئة تُنير دروبنا وتملأ حياتنا سرورًا وابتهاجًا وسعادة، حتى وهي في أقسى حالاتها الصحية ..
لقد انطفأت شمعة البيت وأوصد الباب الثاني من أبواب الجنة، والذي تم إقفاله في تلك الليلة الحزينة التي وقعت صدمتها علينا كفاجعة ليس كمثلها شيء، فالموت حق ولكنه مهيب وله حضور ورهبة ليس على المتوفى بل على أهله وذويه، الباب الثاني من الجنة لم يعد مشرعًا أمامنا نحن أبناء وبنات الغالية الفقيدة، بعد أن فقدنا الباب الأوَّل المتمثل في والدنا الذي افتقدناه قبل أربعة عشر عامًا، رحمة الله عليه وعلى رفيقة دربه التي لحقت به في ساعتها المحددة، ومن عجائب الصدف، توافق تاريخ الوفاة والدفن بينهما، حيث توفى الوالد في آخر يوم من شهر رجب لعام ١٤٣٠ للهجرة، بينما كانت وفاة الوالدة في اليوم الأخير من شهر رجب لعام ١٤٤٤ للهجرة، ودفنا كلاهما في غرة شهر شعبان وفي ذات المقبرة ..
كانت والدتي رحمة الله عليها كمثيلاتها من الرعيل الأول، وتزيد عنهن في قوة الشخصية وسداد الرأي وصواب المشورة، ناهيك عن تميزها في تحملها لأعباء الأسرة وقيامها بمسؤولية مزدوجة جمعت فيها بين دور الأب ودور الأم؛ حيث كان والدنا رحمة الله عليه طوال حياته عسكريًا مغتربًا في أقصى شمال الوطن لخدمة دينه ووطنه، بينما تولت الوالدة الدور المزدوج للرجل والمرأة في مسقط الرأس بمدينة النماص بمنطقة عسير، ما أبعد المسافة وما أكثر صعوبات الحياة في تلك الحقبة الزمنية القاسية، التي كان يستغرق فيها المسافر من (النماص) إلى (مقنا) مقر عمل الوالد ما يقدر بعشرة أيام، كانت والدتي في مقام الوالد ولم نكن نشعر أبدًا بغيبته أو فقده لأن مهمته الأسرية منفذة وبالتمام والكمال، ربتنا الوالدة ودرستنا وحرصت على تميزنا بحرص الأم الواعية التي أوكلها الأب دوره ومسؤوليته، فكانت نعم الوالدة الرؤوم الحنون، ونعم الأم الراعية والمربية التي قامت بواجبها وواجب والدنا خير قيام ..
كنا في كنف الوالدة غفر الله لها منذ طفولتنا حتى وفاتها، تطمن قلوبنا وتهدأ أنفسنا بتواجدها بيننا، نسترشد برأيها ومشورتها القيمة في جميع شؤون حياتنا، نسعد بتوجيهاتها وآرائها الثاقبة والحكيمة، ثم انتهى ذلك الواقع الجميل عندما حضر ملك الموت ليقبض الروح المتعبة من عناء الدنيا إلى رحابة الآخرة ونعيمها لمن أكرمه الله بالعمل، أرجو الله العلي القدير أن تكون والدتي ووالدي من ضمن أولئك المكرمين عند عزيز مقتدر ..
وقبل الختام، لا بد من الإشارة والإشادة، بالدور العظيم والمسؤوليات الجسام، التي اضطلعت بها شقيقتنا الصغرى الأخت الحبيبة نورة، تجاه الوالدة وتجاه الوالد من قبلها، فهي التي أكرمها الله برعايتهما وتشرفت بخدمتهما حتى توفاهما الله، لقد تميزت أختنا نورة على إخوانها الثلاثة وأخواتها الثلاث برعايتها لوالديها حتى انتقلا إلى رحمة الله، ليس قصورًا منا نحن الستة ولكن لرغبة الوالدين -رحمهما الله- في العيش مع نورة لكونها مقيمة في مسقط الرأس بمدينة النماص، فكان لها هذا الشرف الرباني العظيم الذي خصها الله به تميزًا عنا في بر الوالدين، فجزاها الله خيرًا على ما فعلت من بر متواصل وعناية فائقة، داعيًا الله -جل وعلا- أن يجازيها من نفس عملها، وأن يسخر لها من ذريتها من يرعاها ويهتم بها فيما لو احتاجت إلى ذلك بعد عمر طويل، رحمك الله ياوالدتي وتغمدك الله بواسع مغفرته وشآبيب رحمته، وجمعنا الله بك وبالوالد في الفردوس الأعلى من الجنة.
د. جرمان أحمد الشهري.
انا لله وإنا إليه راجعون
احسن الله عزاءكم دكتور جرمان
ورحم الله والدتكم وغفر لها وأسكنها فسيح جناته
ولله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار
ورحم الله موتانا وجميع موتى المسلمين
الله يجزاك خير أخي عبدالرحمن ، ويكتب أجرك ولا يريك مكروه ، رحم الله والدينا ووالديك .
رحمها الله واسكنها فسيح جناته
وأحسن الله عزاء أبنائها وبناتها
وجزاء الله اختكم نوره خيرالجزاء
رحم الله ام جرمان
فكانت من الرعيل الأول في القريه
يحتذى بها في الجيره والكلمه الطيبه وحب الخير للجميع.
جبرالله مصابكم يابووليد،،
رحم الله عمتي ثنوى كما كنا نناديها في القرية وجعل قبرها روضة من رياض الجنة ويجب أن ننوه إلى أنه بالإضافة إلى ما ذكره أبا وليد فإن لهذه الأم الفاضلة دور كبير جدا في تفوق وتميز أبنائها دراسيا حيث تخرج أبنائها الثلاثة ضباطا من الكليات العسكرية وهذا لم يذكره أبا وليد تواضعا منه ولم يحصل في قريتنا أو في القرى المجاورة على حد علمي حتى الآن أن يقبل جميع الأبناء في الكليات العسكرية .
فعلا الأم مدرسة إذا اعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
شكراً لأخي عبدالخالق وللأخ الذي لم يظهر لي اسمه ، شكراً لكما وجزاكما الله خيراً وكتب الله أجركما ، ورحم الله والدتي الغالية ووالديكم .
أخي عبدالوهاب جزاك الله خيراً على دعواتك وتعليقك ، ولنا الفخر جميعاً فوالدتي رحمة الله عليها لها الفضل بعد الله فيما نحن فيه وما حققناه في حياتنا ، كانت هي السند والداعم والمشجع ، فجزاها الله عنا خير الجزاء وجعل الله الفردوس الأعلى مكانها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، ورحم الله والديك أخي عبدالوهاب .
أخي عبدالخالق جزاك الله خيراً وكتب الله أجرك ، على دعواتك وتعليقك ، ورحم الله والدتي الغالية ووالديك .