المقالات

يوم التأسيس

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
المقصود بيوم التأسيس: هو الذي يعبّر عنه (يوم بدأنا) أو (يوم كنّا)، وهو اليوم الذي تأسست فيه مملكتنا الغالية باسم (الدولة السعودية الأولى)، وكان تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-. في عام 1139هـ ويوافق عام 1727م وقد امتدت الدولة السعودية الأولى؛ لتشمل معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية. بفضل الله ثم جهود حكام تلك الدولة الفتيّة، وأبرز حكام تلك الدولة: الإمام محمد بن سعود، وعبد العزيز بن محمد، وسعود بن عبد العزيز، والإمام عبدالله بن سعود، وكانت عاصمتها الدرعية، واستمر حكمها (76) عامًا، وانتهت تلك الدولة الأولى في عهد الإمام عبدالله بن سعود في عام 1233هـ. بسبب التدخل الخارجي من قبل الدولة العثمانية التي كانت تحارب كل الدول المجاورة لها، وقد صدرت تعليمات حكومتنا الرشيدة بأن يكون ذكرى يوم التأسيس إجازة رسمية لكل المواطنين والوافدين.
وكانت تلك الدولة هي الأصل والأساس الذي قام عليه هذا الصرح الشامخ (المملكة العربية السعودية) التي أقامها المواطنون السعوديون مع حكامهم الكرام. بعد أعوام من الكفاح المسلّح في عام 1157هـ. فكان يوم 22 من شهر فبراير من كل عام يسمى (يوم التأسيس)، وهو اليوم الرسمي لتأسيس الدولة السعودية في شبه الجزيرة العربية، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله، وارتكزت على الوحدة والأمن والعدل في الجزيرة العربية.
ثم جاءت الدولة السعودية الثانية؛ حيث تم استعادتها في عام 1240هـ ويوافق عام 1824م على يد مؤسسها الإمام تركي بن عبدالله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود -رحمه الله-. التي استمرت حتى عام 1309هـ. وكان حكامها هم:
ــــ الإمام تركي بن عبدالله. (1240هـ ــ 1249هـ).
ــــ فيصل بن تركي. الفترة الأولى (1250هـ ــ 1254هـ).
ــــ خالد بن سعود (1254هـ ــ 1257هـ).
ــــ عبدالله بن ثنيان (1257هـ ــ 1259هـ).
ـــ فيصل بن تركي. الفترة الثانية. (1259هـ ــ 1282هـ).
ـــ عبدالله بن فيصل, الفترة الأولى (1282هـ ــ 1286هـ).
ـــ سعود بن فيصل (1286هـ ــ 1291هـ).
ـــ عبدالله بن فيصل. الفترة الثانية (1291هـ ــ 1305هـ).
ـــ الإمام عبد الرحمن بن فيصل ( 1307هـ ــ 1309هـ).
وكانت الدولة السعودية الثانية امتدادًا للدولة السعودية الأولى؛ حيث تمكن الإمام تركي بن عبدالله من استعادة ملك آبائه. كما تمكن من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية في مدة قصيرة، وقام بحفظ الأمن والتعليم والعدل، والقضاء على الفرقة والتناحر.
وبعد انتهاء الدولة السعودية الثانية بعشرة أعوام، قيّض الله لهذه الأمة السعودية في عام 1319هـ صقر الجزيرة العربية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل الذي بدأها بعهد جديد منذ فتح الله على يديه مدينة الرياض في عام 1319هـ؛ فأخرجها من عزلتها وحررها من قيود العابثين وحقد الحاقدين، فانضمت إلى حظيرة الدولة السعودية دولة العدل والرخاء، فعم الخير في أرضها والعدل بين أهلها وأخذت بوسائل الحياة الجديدة، ثم جاء تاريخ الأول من برج الميزان عام 1351هـ عندما قام الملك العادل عبد العزيز بن عبد الرحمن بتوحيد المملكة العربية السعودية في كيان واحد؛ فغدت دولة ذات سيادة وعضوًا في المنظمات العربية والدولية، وأصبحت رائدة للأمتين العربية والإسلامية تتحدث باسمها وتدافع عن قضاياها وحريتها.
وأهل الرس الأبطال الشجعان الذين قهروا إبراهيم باشا، وجعلوه ينهزم أمام سورها وقلاعها المنيعة كانوا نصرة للدولة السعودية بكل أطوارها منذ الدولة السعودية الأولى؛ حيث كانوا عونًا للإمام عبدالله بن سعود في تصديه للحملة العثمانية بقيادة حليفها محمد علي باشا وأبنائه الذين اعتدوا على الدولة السعودية الأولى وحاربوها أثناء معارك التأسيس. ثم كانوا نصرة للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن في معارك التوحيد ضد عبد العزيز بن رشيد مثل: قطعة الشنانة ومعركة الجندلية، ومعركة وادي الرمة ومعركة جراب، ومعركة المليداء ومعركة روضة مهنا وغيرها.

– باحث ــ الرس

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button