المقالات

لا تقسوا على وصيف العالم ياهلاليين

ما إن انطلقت صافرة الحكم بإعلان نهاية المباراة بين فريق الهلال والوحدة بالتعادل الإيجابي حتى انطلق فقراء الرياضة ومعهم ممن ليس لهم شأن في هذه المباراة ..! في التعليقات السخيفة على وصيف أندية العالم، وهذا والمباراة انتهت بالتعادل بمعنى نتيجة وسط بين الفوز والخسارة ولكن كيف يفهمون ذلك!؟ وعلى أي حال من الممكن تفهم موقفهم بشكل مغاير وهو أن أخذ نقطة من بطل هي فوز بحد ذاته.

من المستغرب جداً أن تكون آخر طموحاتك الكروية في الدوري أن تتمنى الهزيمة أو حتّى التعادل للفريق المنافس، وتشغل فكرك وتفكيرك به وتنسى فريقك المتعثر باستمرار وفي إيجاد طريقة ناجعة يسير بها صوب منصات التتويج؛ للفوز بلقب الدوري أو الكأس عموماً مزيداً من الانتصارات لهم خارج الملعب دائما، ونترك للأبطال الحقيقيين الانتصارات داخل الملاعب الخضراء فهي الأهم والأبقى.

والعتب على جماهير الزعيم المحبة في ردة الفعل القاسية في أغلب مواقع التواصل الاجتماعي على فريقهم البطل والذي أمتعهم كثيراً، نعم جمهور الهلال تعود على الانتصار والانتصار من وقت لآخر ولكن لا ينبغي أن يكون النقد بالصورة المشاهدة خلال البارحة، ولا مانع من النقد البناء والطرح الإيجابي بدون تشنج أو استعجال.. أما ما شوهد وسمع ليلة البارحة فهو غير مبرر أبدا من جماهير الفريق الهلالي المحب.

وفي هذا الجانب تحديداً أعجبني النجم الهلالي القدير الكابتن عبدالله فودة (العمدة) في حديث سابق له في كيفية طريقة التعامل في إسداء النصح والتوجيه في حال وجود ملاحظات فنية على الفريق عقب مشاركة الفريق الهلالي داخل الوطن أو خارجه فهو يعطي ملاحظاته ومقترحاته لمن يعنيه الأمر وبلا أي شوشرة أو ظهور غير موفق. وهو بلا شك نموذج يحتذى به في آلية التعامل المميز عبر البيئة الهلالية النموذجية.

وحتى لا ننسى أقرب المشاركات الهلالية الخارجية مؤخراً فقد كانت مشرفة بدرجة كبيرة فاقت فيه كل التوقعات، وتجاوزت التحليلات سواء المشاركة المشرفة في بطولة كأس العالم للأندية في المغرب، أو في نصف نهائي دوري فرق أبطال آسيا أمام الدحيل في الدوحة، وما حصل ليلة البارحة هو “دروب” متوقع تقع فيه معظم الأندية العالمية بعد تحقيق كأس، أو مراتب متقدمة، أو التأهل لنهائيات.

وللعلم ففريق الهلال الأول لكرة القدم يملك ثقافات رياضية ثرية تفوق ثقافة جميع الأندية السعودية من حيث ثقافة الانتصارات، وثقافة الحصول على البطولات، وثقافة إمكانية تعديل النتيجة في أي لحظة من زمن عمر المباراة، وثقافة الخروج من أي “دروب” يصادفه وكل مايتطلب الصبر والمزيد من الوقت ومن بعده ستحتفل الجماهير الهلالية العاشقة بفريقها البطل.

أصبح فريق الهلال وبكل جدارة الفريق النموذج، الفريق المثالي، الفريق المشرف للوطن في المحافل العربية والقارية والعالمية وهذا ما يتطلب من الإدارة الحالية، أوأي إدارة هلالية مستقبلية من توفير الأدوات اللازمة لديمومة الانتصارات وبالتالي المنجزات؛ بإعداد رؤية استراتيجية بعيدة المدى تشمل الجهاز الإداري، والجهاز الفني، والكادر الطبي، واللاعبين، وكل مايستلزم من أدوات النجاح.

ومن منطلق الثقافة الهلالية الكروية سيبدأ الفريق الهلالي في الانطلاق مجدداً نحو المراكز الأولى وحصد النقاط المستحقة بإذن الله تعالى.. فالهلال في كل الأحوال فريق البطولات والإنجازات على المستطيل الأخضر ولن يخذل جمهوره كالمعتاد.. فهو يستطيع الإنجاز والجماهير تستحق الفرحة وكل بطولة قادمة والهلال فارسها. فقط لا تقسوا على وصيف أندية العالم ياهلايين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى