المقالات

اقتراح لتلافي سلبيات إفطار صائم

ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك يتنافس أهل الخير والبر والإحسان في الترتيب والإعداد لمشروع إفطار صائم في معظم جوامع ومساجد مناطق المملكة العربية السعودية والخليج والعالم العربي والإسلامي؛ وذلك رغبة في فضل الأجر، كما قال – صلى الله عليه وسلم -: (من فطَّر صائمًا فله مثل أجره)، ورغم هذا التنافس على تفطير الصائمين الذي يترجم التكافل الاجتماعي بين المسلمين، إلا أن ذلك لا يخلو من بعض السلبيات تتمثل في المبالغة في توفير أصناف وأنواع وكميات وجبات الإفطار، وما يتسبب فيه من بقاء المخلفات وما يصاحبها من روائح تؤثر على نظافة المكان وصحة البيئة؛ حيث يُلاحظ أن هذا المشروع يُثير أسباب الجدل والنقاش في وسائل التواصل الاجتماعي في كل عام لتكرار تلك السلبيات.

ولذلك فإنني أطرح بعض المقترحات كحلول قد تسهم في تغيير وإيقاف تلك السلبيات بما يحقق المقاصد السامية من هذا المشروع دون إسراف أو تبذير، وتحقق معه منافع أخرى ستكون مقبولة بإذن الله من خلال الآتي:-

أولًا: توحيد مكونات وأصناف وجبة إفطار صائم في جميع مناطق المملكة في مغلف واحد؛ بحيث تحتوي على أصناف متنوعة ومغلفة من متاجر الشراء مثل: (رطب أو تمر وماء ولبن وساندويش كرواسون جبنة)، والالتزام بهذه الأصناف وتوحيدها في جميع الجوامع والمساجد، وهذا التوحيد يحقق منافع عديدة منها:

1- أنها تتناسب مع الهدي النبوي؛ حيث كان -صلى الله عليه وسلم- يفطر على رطبات قبل أن يصلي المغرب، فإن لم تكن رطبات؛ فعلى تمرات فإن لم يكن فعلى حسوات من الماء.
2- أنها تخلو من روائح الطعام المطبوخ من بصل وثوم وخلافه، والتي تؤذي المصلين في بيوت الله.
3- تحقق سهولة تناولها، ووضعها على المائدة الجماعية، وتحافظ على نظافة المكان وسرعة رفع المائدة، والتخلص من الفضلات عند إقامة الصلاة.
4- تحقق المحافظة على أي فائض دون تلف أو فساد يمكن الاستفادة منه في نفس اليوم بعد صلاة التراويح أو اليوم التالي بوضعه في البرادات، ويمكن تلافي تلك الزيادة في اليوم التالي.
ثانيًا: أن يكون الإفطار داخل بيوت الله التي تُقدم وجبة إفطار صائم؛ كونها وجبات مغلفة وعديمة الروائح للمنافع التالية:-
1- هذا التوجه له معاني ومقاصد دينية تتمثل في تحفيز، وتشجيع الجميع على الحضور للمسجد، وربما كانت سببًا في هداية البعض ودخولهم في الإسلام.
2- تسهم في تجنب آثار وأضرار تقلب أحوال الطقس من حر وبرد وغبار وأمطار ورياح وخلافه خارج فناء المساجد.

أخيرًا:
الهدف هو إفطار صائم؛ فلماذا لا نختار ما هو أيسر وأفضل وأسهل، ويتلافى البذخ والإسراف، ويحافظ على النعمة، ويحقق المقاصد السامية له.
والمجال مفتوح لدراسة وتطوير هذه المقترحات والحلول بما يجعلها تحقق النتائج المرجوة منها سواءً من الجهات المعنية أو من القائمين على هذا المشروع، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى