المقالات

بصمة قائد

شهدت المملكة العربية السعودية خلال مسيرتها التاريخية، نهضة حضارية عالية المستوى، في جميع المجالات؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على الصعيدين الداخلي والخارجي، فصعدت إلى العالمية بكل جدارة وثقة، وذلك بفضل الله -عز وجل – وكرمه، الذي منّ على هذه البلاد بقيادة حكيمة تعرف جيدًا قيمة الأرض التي بُنت عليها مجدها، وقدسيتها، ومكانتها الدينية والعالمية؛ ومن هذا المنطلق حرص قادتها على رعايتها رعاية كريمة تليق بها، فأضحت مفخرة العالم؛ رغم كل التحديات السياسية التي واجهتها خلال مسيرتها التاريخية.
وهذا الأمر غير مستغرب على هذه البلاد منذ توحيدها على يد الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – فقد اعتاد العالم على وجود المملكة في القمة؛ إنما الذي لا يختلف عليه اثنان هو أن الخمس سنوات الأخيرة التي عشناها في رحاب بلادنا الغالية، تعد (استثنائية) بجميع المقاييس الحضارية والعالمية؛ فقد حرص خادم الحرمين الشريفين صانع المجد والتاريخ الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان؛ أن يفرضا الشخصية الاعتبارية للمملكة العربية السعودية، التي أهلتها لقيادة العالم اليوم، فهناك فرق بين أن تعرف وألا تعرف كيف ومتى تأسست هذه البلاد، وهناك فرق بين أن تعرف وألا تعرف كيف توحدت هذه البلاد، وهناك فرق بأن تعرف وأن لا تعرف ركائز عز هذه البلاد، فمن كان يضع المملكة بين قوسي [النفط] بدون أن يعي شيئًا عن تاريخها؛ عليه اليوم أن يضعها بين قوسي [المهابة والوقار]، ثم ينعطف نظره على ما دون ذلك.
إن جملة التجديدات والمناسبات المجيدة التي أعلنتها حكومة المملكة العربية السعودية؛ والتي كان آخرها تحديد الحادي عشر من شهر مارس يومًا للعلم السعودي. إعلان صريح؛ للقيم التي قامت عليها هذه البلاد، وأساس متين من أسس تاريخ حضارتها؛ وذلك منذ دورها الأول عام 1139هـ/1727م حتى الآن.
ومن وجهة نظر تاريخية؛ فإن جملة التغيرات الجذرية التي حدثت في عهد قائدا نهضتنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تركت بصمة لا تنسى على جبين الوطن.
فعلى الشعب السعودي الذي يشهد هذه الأحداث اليوم، أن يفخر بأنه شاهد عيان على هذا التاريخ المؤصّل لمكانة المملكة الدينية والعالمية منذ ثلاثة قرون، فهي مصدر فخر واعتزاز المواطن السعودي، ومكامن عزه، فهنيئًا لنا هذا العهد الزاهر الفاخر، وعاشت بلادنا شامخة على مر التاريخ.

– أستاذ التاريخ المشارك بجامعة حائل-كلية الآداب والفنون – قسم العلوم الاجتماعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى