المقالات

فضائيو ابن فضلان

في الحادي عشر من شهر صفر عام 309هـ انطلق أحمد بن فضلان رحمه الله في رحلة، تُعد من أمتع ماتقرأه لرحلة كُتبت قبل ألف عام وزيادة، بدقة في الوصف، وقدرة عجيبة على التصوير، وكأنك تشاهد فيلما سينمائي، وهي دعوة بالمناسبة إلى تحويل هذه الرحلة المفعمة بروح الشرق إلى فيلم سينمائي، على غرار كثير من الحكايات والقصص في تراثنا كالسندباد والزير سالم وغيرها،
وأنا على ثقة بأنها ستكون علامة فارقة في المشهد السينمائي والفني .
وكان الباعث عليها الدعوة التي تلقاها الخليفة المقتدر من ملك الصقالبة، الذي طلب إليه إرسال من يفقهه في الدين، ويعرفه شرائع الإسلام، ويبني له مسجدًا، وينصب له منبرًا ليقيم له الدعوه في بلده، ويسأله بناء حصن يتحصن فيه من الملوك المخالفين له، فأُجيب لما سأل؛
حيث غادر ابن فضلان وفريقه بغداد مخترقين بلاد فارس وصولاً الى نهر الفولجا، وهو في كل محطة يتحدث بعين الناقد الفاحص عن كل العادات والتقاليد والجغرافيا والأديان التي مر بها، لكن ما يهمني التوقف عنده هنا حديثه عن سحابة أضلته -وأنا هنا أقتبس كلامه بالنص- (أن أول ليلة بتناها في بلده – يقصد ملك الصقالبه- رأيت قبل مغيب الشمس بساعة قياسيه أفق السماء وقد احمرت احمرارًا شديدًا، وسمعت في الجو أصواتًا شديدة وهمهمة عالية، فرفعت رأسي فإذا غيم أحمر مثل النار قريب مني، وإذا تلك الهمهمات والأصوات منه، وإذا فيه أمثال الناس والدولاب، وإذا في أيدي الأشباح التي فيه تشبه الناس رماح وسيوفٌ، أتبينها وأتخيلها، وإذا قطعة أخرى مثلها، وأرى فيها أيضًا رجالاً ودوابًا وسلاحًا، فأقبَلتْ هذه القطعة تحمل على هذه كما تحمل الكتيبه على الكتيبه، ففزعنا من ذلك، وأقبلنا على التضرع والدعاء، وهم يضحكون منا ويتعجبون من فعلنا – يعني الأشباح – وكنا ننظر الى القطعة تحمل على القطعة فتختلطان جميعاً ساعة ثم يفترقان، فمازال الامر كذلك ساعة من الليل ثم غابتا) انتهى
قلت:فهل يكونُ ما رآه ابن فضلان مخلوقات فضائيه أم جنًّا،
كما زعم الملك أن أجداده كانوا يقولون ذلك أم أنه مجرد وهم لا علاقة له بالواقع من قريب او بعيد؟
تذكرت ماجرى لابن فضلان وأنا أتابع هذه الأيام حُمّى الحديث عن وجود أطباق فضائيه وكتل حديديه مجهولة المصدر هنا وهناك ،ومن مصادر متنوعه بعضها يجزم بأنه رآها رأي العين،
فهل هو فضول الإنسان عبر التاريخ لمعرفة هل يشاركه في هذا الكون غيره؟
كل الاحتمالات وارده والعلم عند الله تعالى.
وقد قال ( ويخلق مالا تعلمون).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى