رسالة أبعث بها إلى بعض أصحاب المتاجر الغذائية، وإلى بعض رؤساء الجمعيات الخيرية، وإلى بعض أهل الخير ممن يتجهون الآن لترتيب متطلبات سلة رمضان الخيرية، وأحتسب عند الله مشاركتي الأجر والثواب لكل من يسهم في نقلها ونشرها، والعمل بها.
الرسالة
المحتاج يترقب الإحسان مع تباشير قدوم شهر رمضان المبارك؛ فيطير قلبه فزعًا وفرحًا عند وصول صندوق سلة رمضان إليه، ولكن ما يلبث إلا وأن ينقلب فرحه ألمًا وحُزنًا عندما يفتح ذلك الصندوق ويتفاجأ به، وقد امتلأ بأصناف مختلفة من المواد الغذائية رخيصة الثمن متواضعة الصناعة رديئة الجودة، فبسبب رداءة جودتها ومذاقها تكدست على مدار العام لضعف تسويقها وعدم الإقبال على شرائها، خلاف تلك الأصناف التي شارفت على قرب انتهاء صلاحية استهلاكها، حيث يقوم البعض من أصحاب المتاجر باغتنام التوجه الخيري في مشروع سلة رمضان، ويعمدون إلى تصريف تلك المواد الغذائية بتجهيزها ووضعها في صناديق، ومن ثم تسويقها بعروض وخصومات وأسعار مختلفة، فتجد الإقبال على شرائها ومن ثم التبرع بها للمحتاجين سواء من الجمعيات الخيرية أو من أفراد المجتمع الذين يوصلونها للجمعيات للتبرع بها نيابة عنهم أو يقومون هم بإيصالها بأنفسهم، ولذلك فإنني أحثهم وأذكرهم جميعًا بما عند الله من كمال الأجر والثواب في الإحسان لأهل الحاجة بما يليق بمقام كل واحد منهم عند الله، والتأكد من تلك المواد الغذائية من خلال الآتي:-
الوقوف المباشر من الجميع والإشراف على اختيار أنواع الأصناف وجودتها وتاريخ صلاحيتها في مشروع سلة رمضان الخيرية، ولا سيما رؤساء الجمعيات الخيرية أو من يكلفونهم من المسؤولين للتعاقد مع مدراء المتاجر الغذائية؛ حيث إن بعض تلك المتاجر تستغل هذا الأمر لتصريف البضائع المتكدسة وقريبة انتهاء الصلاحية.
أخيرًا أذكركم ونفسي بقول الله -عز وجل-: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 92] وإذا كان ولا بد من اختيار وإيصال صندوق سلة رمضان الخيرية للمحتاجين فلنتذكر بأن (لا نجرح من نحب بما لا يحب).. ولا تنسوا دعم الجمعيات الخيرية في القرى والهجر؛ فهي في أمس الحاجة لدعمكم في شهر رمضان، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.