المقالاتعام

مشكلات زواج الأقارب

إن ظاهرة زواج الأقارب، وما يعتريها من مخاطر على حياة الفرد والجماعة، والمجتمع لم تكن غائبة عن أذهان المفكرين؛ فإذا كان العلم الحديث قد توصَّل إلى أن الزواج الداخلي من العوامل التي تُساعد على تفشي الكثير من الأمراض، كالتخلف العقلي، والضعف الجسمي.
(الخاتتنة 1996: ص374)
ومن الناحية الطبية يتضح أن زواج الأقارب هو الزواج بين رجل وامرأة تنحدر أصولهما من أحد الأجداد؛ مما ينتج عن إعادة تركيز الجينات والصفات الوراثية التي ربما لم تكن ظاهرة في الأجيال السابقة ستظهر بصورة أوضح؛ فإذا كانت هذه الصفات والجينات نقية تكون أكثر نقاءً، واذا كانت بها شائبة أو خللًا؛ فربما تظهر في صورة عيوب خُلقية وضعف في الأعضاء لدى الأبناء (سوالمة 1420:ص496).
ويتضح مما سبق أن زواج الأقارب يزيد من الأصالة الوراثية، وقد يضر نهاية الأمر بالصحة الجسدية والعقلية للذرية، وقد أثبت العلم الحديث أن نصيب أولاد هذا النوع من الزواج من العاهات، والخلل في التكوين الفيسولوجي يكون مرتفعًا بصورة عامة.
وليس في ذلك دعوة إلى هجر الأقارب وعدم الزواج منهم؛ فالبحوث العلمية أفادت أنه إذا كان تاريخ العائلة خاليًا من الإصابة بالأمراض الوراثية، أي أن أفرادها أنقياء وراثيًا فلا ضرر من زواج الأقارب، لا يجوز أن ننسى أن زواج الأقارب له نتائج إيجابية إذا كان بالأسرة عوامل وراثية مرغوبة ليست في غيرها من الأسر مثل: الجمال، والذكاء، والقوة، أو طول العمر حينئذ يكون زواج الأقارب أفضل من زواج الأباعد شريطة ألا يستمر الزواج من الأقارب جيلاً.
“فهو مفيد إذا كانت الصفات الوراثية (الجينات) في الطرفين المقبلين على الزواج جيدة؛ فالأطفال الذين يولدون من هذا الزواج سيحملون هذه الصفات الجيدة مركزة ومتآلفة فيهم، ولكن استمرار زواج الأقارب جيلًا بعد جيل يسبب ضعف في الإنجاب رغم حسن الصفات (الكرمي 2000:ص65).
ومهما يكون الأمر؛ فإنه لا بد من قدر معين من التزواج المتباعد لأنه يزيد من الخلط الوراثي ويقلل من احتمالات ظهور الجينات المرضية نادرة الحدوث، وخلاصة القول يجب أن يراعي بعد اختيار الخاطب لخطيبة أن يخضع كل منهما للفحص الطبي؛ للتأكد من سلامتهما وخلوهما من الأمراض التي لا تسمح بالزواج مثل: العقم وبعض الأمراض الوراثية الشائعة. فالأمراض وعلل الأطفال الشائعة ليست مأسٍ شخصية فحسب بل تطال آثارها النفسية، والاقتصادية الأسرة والمجتمع على حد سواء. (الخليل 1426:ص273).

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى