أيها الجبناء، خونة الأوطان لقد ارتكبتم أعظم خيانة حين خيانة موطن عظيم والارتماء في حضن عدو متربص تحت مسميات وشعارات لا تحمل إلا الخزي والعار في الباطن والظاهر؛ فليس من الأمانة والضمير أن تخون وطنًا ائتمنك وأكرمك حتى لو كنت مقيمًا؛ فكيف هذا إذا كان خيانة موطنكم الذي منحكم ما لا يمنحكم غيره من العزة والكرامة منذ أن كنتم صغارًا حتى كبرتم أعزاء ومكرمين في أرضها.. حين أكلتم من خيرها وشربتم من مائها؛ فمن طبع الأوفياء رد المعروف للأوطان التي علمتكم ما لم يعلمكم غيرها حين تحدثتم في عرضها أمام أعدائها بخيانتكم وافتخرتم بأنكم خونة للأوطان، أيها الجبناء.. إنكم رهينة عند من استعمركم وأذلكم، وجعلكم في أنفسكم حقراء وسيعيدكم بعد أن كنتم أعزاء في أوطانكم أذلاء كما أنتم تستحقون بعد استخدامكم من العدو لأعظم خيانة ألا وهي خيانة وطن؛ فكيف إذا كان هذا الوطن عظيمًا، أكرم شعبًا، وأسس كيانًا فريدًا من شموخ إنسان تحمل المصاعب من أجله بين مجتمع يُمثل أسرة واحدة قلما تكون في مجتمعات أخرى تحمل نبل الأخلاق وعظمة الفكر؛ فلا عجب أن يكون هناك شواذ حين يصطادون المتربصين حمير وحشية تنهق بهدف استخدامها كمطية ضد أوطانهم، ولكن لن يستطيعوا هز شعرة واحدة من وطن له عقيدة راسخة منذ القدم؛ فلا تتحدثوا أيها الجبناء عن حقوق إنسان أنتم أول من خان ضميرها، ولا عن قيم ومبادئ أنتم أول من خان شرفها؛ فلستم بقلوب بشرية ولا عقول من الإنسانية حين بعتم أغلى ما لديكم من عزة وكرامة، وضمائر للعدو المتربص.
0