وقفت في يوم من الأيام، أنظر إلى علم وطني خفَّاق فوق أطول سارية في العالم حين كنت أسير في مدينتي جدة على طريق الكورنيش قبل أيام من ذكرى يوم العلم في الحادى عشر من مارس؛ فلم أستطع أن أتجاوزه إلا بمشاعر فاضت من الفخر والاعتزاز بين الأمم بأننا من وطن عظيم بكل ما تحمل الكلمات من معانٍ عظيمة، حين كان يحمل اسم رب عظيم لا يخضع إلا له وحده ورسول رحمه، أرسله الله للعالمين من أجل إخراج البشرية من الظلمات إلى النور؛ فذلك منهج رجال عظماء أسسوا بناءً عظيمًا من وحدة الصف وكرامة إنسان لا تُهان، وشعب كريم يعيش الكرامة في وطن يكمل بعضه الآخر، وتملأه الهمة نحو القمة التى هى بذل الخير في كل الاتجاهات وإعمار الأرض بكل الخيرات في مملكة إنسان تسمو نحو المعالي، وأمة حق تعيش الاعتدال والوسطية في الفكر السامي عبر عقيدة راسخة من الإيمان بأن الله -جل جلاله- هو العليم الخبير الذي بيده العلم والمعرفة بما ينفع ذلك الإنسان من أوامر ونواهٍ تجعل منه عقلًا حكيمًا وقلبًا رحيمًا يتعايش مع الطبيعة كما هى؛ فلا يخرج عن حدود الأمن والسلام التي هى محيط محدد من الأمن الفكري الذي يقوم على مبادئ وقيم من فطرة سليمة تقوده للخير، وتبعده عن كل شر مع ضمير حي لا يموت في جسد وطن عظيم يحمل راية شامخة بين الأمم؛ فلله درك من وطن عظيم.
0