اعتراف أي إنسان بالواقع الذي يعيشه أو حقيقة ألم يستشعر مرارته قد يكون دليلًا على مصداقية ما يقول؛ والاعتراف هو سيد الأدلة؛ خاصة عندما لا يكون تحت تأثير أدوات الضغط ومقاصل المحققين!
_ أعترف بأن قرار دخولي لعوالم الكتابة؛ والصحافة والإعلام دليل على فشل بعض اختياراتي؛ وسوء حظي العاثر في زمن أصبح يعطي مكانة واحترامًا لبعض من لا يستحق إما بسبب المال؛ أو السلطة؛ أو المكانة الاجتماعية!!
_ أعترف أنني لم أحقق أقل طموحاتي في مجال الإعلام؛ لأني لا أجيد النفاق الاجتماعي؛ والكذب؛ ومسح الجوخ !!
_ أعترف أن الواسطة والمحسوبية وضعت بعض الصغار؛ في غير أماكنهم في بعض مواقع الإعلام الأعرج الذي يُعاني من الشللية ومبدأ ”امسك لي وأقطع لك”!!
_أعترف بأن أغلب أصدقائي الأعزاء كاذبون؛ وليس لديهم أدنى معاني الإنسانية، وما يربطهم بي المصلحة، وإذا انتهت سوف يرمون بي في ذاكرة النسيان، ولست أستغرب أغلب ما يحصل منهم!
_أعترف بأن صدقي ونزاهتي ومحبتي للآخرين تسببت لي في مشاكل مادية؛ واجتماعية جعلتني أكره ذلك الواقع المخزي الذي يعكس حقيقة ”برغماتية” لن ينكرها إلا كاذب!
_أعترف بأن أغلب من عرفتهم إلا من رحم ربي تنكروا لي؛ لأنهم ربطوا علاقاتهم معي بالمصلحة !!
_ أعترف بأن أغلب المسؤولين الذين تربطهم بي علاقات إخوة؛ وصداقة لا يحبون أن أناقشهم في أخطاء إدارتهم؛ لأنهم تعودوا على التلميع والترقيع في الإعلام الذي لم يتعود أن يقول بعض الحقيقة!!
_ أعترف بأن الإعلام النزيه قليل في ظل وجود بعض ”المرتزقة” الذين وصلوا بعلاقاتهم الشخصية، وليس لديهم من المهنية والإخلاص إلا منطق ”نفعني وأنفعك”!
_ أعترف أنني اعتزلت مجالس السوء والديوانيات منذ ثلاث سنوات ونيف بسبب عدم احترامي للمنافق والكاذب وعشاق الشو !!
_ أعترف بأنني عجزت عن إصدار مذكراتي في الإعلام من خلال مشوار ثلاثة عقود مع الكلمة ومهنة المتاعب بسبب ضيق ذات اليد؛ ووجود أسرة كبيرة لدي أنفق عليها!
_ أعترف بأن أنقى ثلاثة إعلاميين سعوديين عرفتهم وتعاملت معهم وواجهتهم في حياتي ”وائل المسند صحيفة “الشرق” سابقًا؛ سلمان العمير “صحيفة اليوم”؛ عبدالله الزهراني رئيس تحرير صحيفة مكة الإلكترونية!!
_ أعترف بأن الكتابة شغلتني كثيرًا عن طلب الرزق؛ ولو كنت أبيع جرجير وبصل وجح لكنت من أصحاب رؤوس الأموال لكن ”حظي السيئ” هو سبب وجودي في هذه المهنة التعيسة، والتي جرت على الويل والنكبات!!
_ أعترف بأن طيبتي؛ ونقاء سريرتي كانت سببًا في استغلالي من البعض حتى بعض؛ أقاربي لأنهم وجدوني لقمة سائغة لأحلامهم التي ساهمت في هدم بعض مصالحي بقصد منهم!
_ أعترف أن توقفي عن ممارسة الكتابة لفترة خمس سنوات كان بفعل فاعل؛ وكشف الله لي كل الحقائق بعد معاناة مع المرض والصعاب؛ وحسبي الله ونعم الوكيل على من كان السبب فيما حصل لي!
_ أعترف بأن أغلب من كتبت عن نجاح تجاربهم العملية في المجال السياسي والاجتماعي والقيادي لا تربطني بهم علاقة شخصية، ولو تعرفت عليهم شخصيًا لن أكتب عن نجاحهم حرفًا واحدًا؛ حتى لا تُحسب علي ككاتب نقي!!
_ أعترف بأنني تأثرت كثيرًا بالكاتب الكبير محمد الماغوط، وتشدني كتابات الناقد السعودي عبدالله الغذامي؛ وقدوتي في الإعلام السعودي الدكتور سعيد السريحي!!
_ أعترف بأن أغلب من وقفت معهم من فنانين ومثقفين وزملاء وكتّاب رأي تنكروا لي، وهذا ليس بغريب عليهم لأن الوفاء من طباع الرجال!!
_ أعترف بأن علاقتي بأصدقاء الطفولة؛ وأبناء الحارة في جدة ومكة لم تنقطع منذ ٤ عقود؛ لأنها لم تقم على المصالح الشخصية إنما بنيت على الوفاء والأخوة!
_ أعترف بأن أول من وقف معي في مسيرتي الإعلامية ” هاشم الجحدلي؛ صالح الشادي؛ قصي البدران؛ شاكر الشيخ رحمه الله”!
_ أعترف بأن رحيل الشاعر الشعبي الكبير عناد المطيري أبو أحلام أثر في نفسيتي وترك فراغًا كبيرًا في الساحة الشعرية السعودية؛ نظرًا لمكانته الكبيرة كشاعر مبدع؛ وإنسان خلوق يحظى باحترام ومحبة الكثير!
_ أعترف بأن عشقي للكتابة هو سبب تواجدي في الإعلام السعودي وفاء للوطن وردًا للجميل في زمن قل به الوفاء، وطغت به لغة الماديات بعض أشكال التعاملات الإنسانية!
_ أعترف بأن أفضل ثلاث إعلاميات سعوديات عرفتهن كأسماء مخلصة ”مها الوابل؛ معصومة المقرقش؛ هديل الشهري”!!
_ أعترف بأن أفضل قرار اتخذته في حياتي الخروج من المنطقة الغربية، والابتعاد عن بعض أقاربي الذين تسببوا لي في مشاكل أدخلتني بقصد منهم إلى غياهب الوجع!
_أعترف أن كل الاعترافات التي كتبتها وأنا بكامل قواي العقلية لن تغير من واقعي شيئًا؛ لأنني متعود على الصدمات؛ و”غاسل يديني” من أقرب الناس لي؛ لأنني متوكل على الله، ولا يهمني واشٍ أو حاقد أو حاسد؛ في زمن تغيّرت به النفوس إلا من رحم ربي!!
0