المقالات

نعم للمصالحة لا للمقاطعة ..

معظم دول العالم ينتظرون ساعة الحسم لعودة المياه لمساربها بين السعودية وإيران والكل يقول نعم للمصالحة لا للمقاطعة ولأن الأولى كانت ولم تزل تبحث عن كل ما يعزز علاقتها مع دول المنطقة والعالم أجمع فإنها لم ولن تغفل عن سيادتها وسعادتها من خلال النأي بالنفس عن أي تدخلات خارجية في شؤونها الداخلية أو الخارجية كما أنها تنأى بنفسها التدخل في شؤون الآخرين وهذا ما جعلها تكبر في عيون المنصفين الذين يحترمون قادتها ويعتبرونهم نبراساً لهم في تحقيق التوازنات المطلوبة التي تعود على بلدانهم وشعوبهم بالأمن والرفاه والاستقرار وبعد أن قاربت العلاقات السعودية الإيرانية السبع سنوات من القطيعة الحالية – نرجو أن تكون الأخيرة بينهما – لأسباب تراها السعودية جوهرية في ضرورة أن تكون هذه العلاقة علاقة أخوة دين وجوار ومصالح مشتركة بين البلدين فيما كانت تراها إيران بمنظار آخر تغذيه المصالح أحادية الجانب ترتبط بكثير من العوامل الأيدلوجية عبر الطائفية المتطرفة وعبر بعض أذرعها الملوثة في بعض الدول العربية التي امتد ضررها ليصل لدول كانت آمنة مستقرة كاليمن ولبنان وسوريا ومن هذه الأذرع حزب الشيطان الأكبر في لبنان الذي ما أن سمع بهذا التقارب بين البلدين رئيسه حسن نصر اللات إلا وخرج بخطاب نعي أمام أنصاره نبرته توحي إلى أنه مستاء من هذا التقارب وقد أشار في خطابه الباهت إلى أنه يجب ألا يكون على حساب حزبه تلميحا وعلى حساب تدخله بأمر أسياده في اليمن ولبنان وسوريا تصريحاً بقوله المقاومة وقد لوحظ أنه يتحدث بوجه شاحب وصوت متحشرج ونظرات يائسة وكأنه يستنجد ويقول لأسياده في إيران تكفون لا تتركونا في مهب الريح وتتخلون عن مساعدتنا لتنفيذ أجندتكم التي نقوم بتنفيذها بالوكالة عنكم !! ولكن بالتأكيد فإن إيران لن تلتفت لنداء حسن وأعوانه وحزبه الشيطاني لأنه ليس شريكا نداً بل أداة تنفيذ خارجية وستنظر بعين العقل للشريك الأقوى اليوم المتمثل في المملكة العربية السعودية التي بها ومعها سيتحقق للجمهورية الإسلامية الإيرانية الكثير من المصالح المشتركة بين البلدين .
ستكون هذه المصالحة المرتقبة إقليميا وعربيا وعالميا في مصلحة الحكومة والشعب الإيراني سواء على مستوى الداخل أو على مستوى العالم الخارجي عربياً ودولياً الذي اتضح أول ردة فعله من أمريكا الاي رحبت بهذا التقارب الذي يتمنون أنه سيؤدي بحسب المتحدث الأمريكي إلى إيقاف الدعم الإيراني للحوثيين والذي سينتج عنه استقرار اليمن الشقيق .

إن المبدأ الذي قام عليه هذا التقارب وهذه المصالحة بين البلدين الذي رعته بعض دول المنطقة التي قدمت لها الشكر الحكومة السعودية عبر خارجيتها والتي توصلت عبر الوسيط الصيني إلى رعاية هذه المبادرات التي كانت تدور في أروقة صنع القرار ووصلت لهذه النتيجة التي حتما ستدخل حيز التنفيذ مباشرة والتي ستفرح الأصدقاء وتكيد الأعداء الذين كانوا فرحين بما حصل من تباعد من عام 2016م وحتى هذا الربع الأول من هذا العام وبالتالي فإن هذه المصالحة التاريخية التي نتجت عبر الشركاء المخلصين في تحقيق الوصول إلى رغبة البلدين وفق مبادئ تحترم حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون بلديهما بأي حال من الأحوال الذي سيؤدي في نهاية الأمر إلى عزل الأذرع التي كانت تحارب وتتدخل بالنيابة عن إيران وبالذات هذا الحزب الناعق الذي يفوق احتلاله عصب الحياة السياسية في لبنان أكثر من الاحتلال الذي تشدق بمقاومته له وسيعلم أنه لن يفلح في مخططاته إذا ما توقف الدعم المادي والمعنوي من إيران التي اهتدت مؤخرا إلى الطريق الصحيح في ضرورة أن تكون علاقتها بالشركاء الدوليين وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية أولى من التعلق بخيوط العنكوبت الواهنة مع الحزب الواحد أو أي حزب يكون سببا في توتر علاقاته بالشركاء الذين تتساوى معهم دوليا أو ربما يفوقونه في كثير من مقومات العصر الحديث الذي يحتاج إلى التمتع بالبصيرة قبل التمتع بالبصر .

إن حرص المملكة العربية السعودية على المصالحة ينطلق من إيمانها بالحوار وحسن الجوار وتفضيل السلام بالحلول السياسية لأن في ذلك يتحقق الأمن في المنطقة الذي يعتبر مبدأ من مبادئ الأمم المتحدة وأنه سيقطع دابر التدخلات الخارجية التي قد لا تؤدي إلا إلى الفرقة والتباعد والشحناء سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي وبحمد الله وصلت المملكة عبر خارجيتها الناضجة والوسطاء النزيهين إلى هذا الاتفاق التاريخي باعتبارها أطول مدة قطيعة بين البلدين خلال المائة عام تقريباً وأن هذا الصلح سيصب في مصلحة البلدين ومصلحة المنطقة وسيؤدي إلى حلول ناجعة بإذن الله لكثير من القضايا الراهنة والمعلقة بين إيران بالذات وبعض دول المنطقة لأسباب ظهر فيها بعض التعنت من الطرف الإيراني لعل هذا التقارب يكون سببا في حل ما أشكل من خلال التشاور والبحث عن الطرق الدبلوماسية التي تقطع حبال التدخلات القديمة في دول تحتاج إلى الدعم لا إلى الهدم في ظل ظروف عالمية انهارت فيها كيانات سياسية واقتصادية وعصفت بها رياح الانتصارات المزعومة الوهمية التي غذتها الكراهية والطائفية والحزبية التي قامت على حساب التغذيات الخارجية فساءت منها الأحوال الشعبية في بعض دول المنطقة .

انعطاف قلم :

في يوم العلم السعودي الذي يوافق الحادي عشر من مارس كل علم أتمنى أن تكون صناعة الأعلام السعودية من مادة قماشية لا تتأثر بالماء ولا بالهواء وأن يحدد مقاس أعلام الإدارات الحكومية والجامعات ومدارس التعليم العام وكل ما له علاقة بأجهزة الدولة ووزاراتها وأن يحدد نوع وطول الصارية ومكان العلم في رأسها ومكان وضعها على كل مبنى سواء مستأجر أو حكومي في واجهته وأن يتم تطبيق زمن رفعه وزمن إنزاله تحت مسؤولية إدارة الجهات الحكومية وألا نراه في الملاعب إلا في المباريات التي تخص منتخب المملكة وليس في مباريات الأندية الرياضية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى