لم أكن أتوقع أن تصل الأوهام الرياضية يوماً ما لدي بعض إعلامي الأندية السعودية إلي هذا الحد من الجمل والعبارات غير المقبولة من حيث المنطق والفهم في البرامج الرياضية التي لا ترتقي إلى مستوى القبول ولكن هي في الأخير تعبر عن فكر أصحابها.
وقد أدرك المتلقي الرياضي حقيقة هذه الأحاديث وأدرك أبعادها بل تجاوزها بشكل كبير لدرجة أن بإمكان هذا المتلقي الرياضي أن يعطي من الأفكار والآراء التي تتعدي طرح بعض المحللين الرياضيين في بعض القنوات الفضائية.
وللأسف هناك أحاديث تجبرك على الابتسامة الساخرة بل على الضحك إلى حد القهقهة من سخافة الطرح فتجد أحدهم يتحدث على ضعف بطولة الأندية الآسيوية، وآخر يحدثك عن تعافي إصابات لاعبي الفريق المنافس بعد وضع الكمادات، وأيضاً آخر يأمل أن يلعب فريقه ولوحده في يوم من أيام الأسبوع؛ نظراً لوجود نجم عالمي بين صفوف الفريق.
وغيرها من الأحاديث التي تشعرنا بالألم والحسرة من طرحها في وسط رياضي متميز له تطلعاته الكبيرة والتي تتجاوز المحلية والإقليمية لتصل للعالمية وآخر هذه الأحاديث موضوع التحالف الثلاثي الرياضي.
فهذا المصطلح البائس والمتداول حالياً في الوسط الرياضي هو مصطلح مخجل بكل ما تعنيه الكلمة فهو في الأصل معروف تاريخياً في العالم ومن فترة زمنية طويلة وآخرها أطلق على بلد عربي شقيق في حقبة زمنية ماضية.
ولكن أن يسقط هذا المصطلح على بعض الأندية من أندية الدوري السعودي للمحترفين ضد ناد واحد فهذا ما يدعو للتعجب وللسخرية والكآبة من بعض إعلامي هذا النادي.
فالتحالف بمفهومه العام هو إتفاق عدة أطراف بالجلوس على طاولة واحدة وعلى رؤية استراتيجية واضحة؛ لتحقيق أهداف محددة للوصول إلى غاية واحدة بشرط العدالة بمعنى أن تشمل الفائدة المرجوة الجميع.
والسؤال هل جلست هذه الأندية مع بعضها؛ لتحقيق الغاية المنشودة والإجابة بطبيعة الحال هي: “لا”… فمن المستحيل أن تكون الغاية واحدة فغاية كل فريق الحصول على البطولة بمفرده وهذا من الطبيعي تصوره إلا في عقول بعض أولئك الإعلامين ولذلك فهذه التصورات الحمقاء تجاوزت المنطق وبمراحل.
وعلى ما أعتقد وفي أغلب الظن أن هناك اتفاق فيما بين بعض هؤلاء الإعلاميين في إطلاق مسميات رياضية بين وقت وآخر لا تمت للحقيقة بصلة؛ لإشغال جماهيرهم عن ماهو مفترض من حصد البطولات وتحقيق الإنجازات.
فالأولى أن يبحث هؤلاء الإعلاميين عن آلية خطاب إعلامي فاعل يساهم مع إدارة النادي في الحصول على بطولات داخل الملعب تكتب باسم الفريق.. لا بطولات وهمية خارج الملعب فهناك جماهير متعطشة مازالت تأمل في تحقيق المنجز الكروي فقط.
تظل انطلاقة الحديث الواعي وفي كل أبعاده من الفكر السليم.. فكلما كان هذا الفكر الإنساني يتميز بالنضج والرشد كلما كان الطرح الإعلامي في قمة توهجه وسلامة توجهه إلا في واقع بعض إعلامي وسطنا الرياضي فقد فاقت أوهامهم الخيال.