العمل الصحفي دائما ما تكون له ضريبة يدفعها أرباب القلم وأصحاب تلك المهنة التي أطلق عليها البعض “مهنة البحث عن المتاعب”، حيث ينشغل الصحفي بأداء دوره المهني في المجتمع دون كلل أو ملل، حتى إنه في بعض الأحيان يقصر في حياته الاجتماعية أو الأسرية لانشغاله الدائم واهتمامه الزائد بعمله.
ويرى البعض أن مهنة الصحافة تشبه “الإدمان” ودائما ما ينهل منها أصحابها دون شبع أو اكتفاء، بل كلما قام بمهمة يبحث عن الأخرى، وإذا تجاوز مرحلة يقبل على التي تليها، ولو صعد درجة في بلاط صاحبة الجلالة صار أكثر شغفا بالدرجة الجديدة، وهكذا طوال حياته بحيث لا يمكنه الاستغناء عن تلك المهنة التي تبلغ من أصحابها مبلغ الدم في العروق.
وخلال الأيام الماضية تشرف الوسط الإعلامي بقدوم أحد أبنائه النابغين ليتولى أعلى منصب تنفيذي في المنظومة الإعلامية بإعلان الأمر الملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتعيين الزميل العزيز سلمان الدوسري وزيراً للإعلام.
وصاحب الأمر الملكي حالة من السعادة انتابت الوسط الإعلامي بتولي أحد أبناء المهنة منصب وزير الإعلام، فهو القادم من المطبخ الصحفي الذي قضى فيه قرابة ربع قرن، حيث بدأ مشواره المهني عام ١٩٩٨، وتدرج في جميع المناصب بداية من مراسل داخل المملكة، ثم خارجها بعدد من دول الخليج، قبل أن يصبح مساعدا لرئيس التحرير، وأخيراً رئيسا للتحرير بعدد من الصحف والمجلات في مسيرة حافلة تكللت بتوليه مهام الوزارة.
تحديات جسام تنتظر معالي وزير الإعلام الجديد الذي يتولى المهمة في مرحلة دقيقة تحتاج لإعادة بناء المشهد الإعلامي، حتى يكون على قدر الثقة ويعبر بصدق عن الطفرة التنموية التي تمر بها المملكة في ظل العهد الزاهر الذي تعيشه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمين محمد بن سلمان.
توديع صالات التحرير والابتعاد عن ممارسة مهنة الصحافة أمر شاق على نفس اعتادت العمل والإنجاز، وليس بالهيّن لمن ملأ جنبات صاحبة الجلالة بالنشاط والحيوية، وشارك في مئات الفعاليات وقام بتغطية العديد من الأحداث بمهنية واقتدار، أن يتوقف عن تلك التحركات مع الوضع الجديد، كما أن ترك القلم ليس سهلا على أحد أبرز أصحاب القلم في المملكة.
قلوبنا معك يا أبا سعود ونحن نثق أن إعلام المملكة سيشهد حالة من التطور في المستقبل على كافة الوجوه بما يتناسب مع متطلبات تلك المرحلة، وإذا كنا فقدنا موهبتك في العمل الصحفي، فسوف نكتسب ميزة جديدة في تطوير الإعلام السعودي برؤية إعلامية ثاقبة ترتكز على خبرات ومكتسبات ربع قرن من العمل في المطبخ الإعلامي.
– رئيس التحرير