من يُتابع المشهد الاجتماعي العربي والخليجي يرى تغيُّرات كثيرة جدًا في بعض أخلاقيات وسلوكيات المجتمعات خاصة بين فئة الشباب؛ تدل على عدم فهم لمفهوم الانفتاح الثقافي على الحضارات المعاصرة مما تسبب في الوقوع في مشاكل اجتماعية مثل: الطلاق ومشاكل اقتصادية مثل: الديون ومشاكل أخلاقية.. مثل: الاعتراف بالمثلية التي تخالف العقيدة الإسلامية والفطرة الصحيحة، ولا نتقبلها كشعوب مسلمة تؤمن بالله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ ولديها أعراف إسلامية وقيم سامية.
السؤال الذي يطرح نفسه؟ هل تطور أوروبا والعالم الغربي كان بسبب نكوص الأخلاق؟ وهل سببت السلبيات الموجودة لدى تلك المجتمعات إفرازات لمشاكل أخرى دفع ضريبتها المجتمع المدني وساهمت في تراجع نتاج المجتمع وحولته من مجتمع منتج إلى مجتمع مستهلك؟؟
منذ آلاف السنين وتلك المجتمعات توجد بها سلبيات ولكن علاج تلك السلبيات لا يكون بالركون إلى المزاجية والتعامل معها ببرود، ولكن تحديد المشكلة والاعتراف بها والبحث عن نتائج إيجابية وحلول ممكنة لأي مشكلة سوف يساهم في حلها !!
في مجتمع مثل مجتمعنا الخليجي.. نحن نحتاج إلى مكاشفة حقيقة بواقع بعض المشكلات التي وقعت بسبب الانفتاح على بقية الحضارات وبسبب السوشال ميديا التي أخذ منها بعض أفراد مجتمعنا الجانب السلبي؟ فليس معني الحرية الشخصية؟ مخالفة العادات والتقاليد والأعراف الإسلامية؛ والإساءة للآخرين تحت وطأة مصطلح الحرية!!!
أغلب ما نتاقله من مقاطع في السوشال ميديا يظهر بعض سلبيات المجتمع المدني لدينا؛ لأن الجانب المضيء والإيجابي يتم التعتيم عليه ولا ينتشر بشكل سريع بين أوساط المجتمع؛ مما يدل على تناسي الإيجابيات والتركيز على السلبيات والعيوب رغم أننا مجتمع لا يسكن المدينة الفاضلة!!
من أغرب المشاكل الاجتماعية الموجودة لدينا انتشار ظاهرة الطلاق، وقد أشارت تقارير بحثية أن تلك الظاهرة تحتاج إلى دراسة فمثلًا في عام ٢٠١٠ م بلغ الطلاق ٩٢٣٣ حالة طلاق مقابل ٧٠٧ حالة زواج مما يعني ٢٥ حالة طلاق مقابل حالة زواج واحدة يوميًا.
السؤال الذي يطرح نفسه الطلاق موجود في كل المجتمعات لكن ما هي الآثار المترتبة على الطلاق وهل سوف تتسبب تلك الظاهرة خاصة في حالات طلاق الأزواج الذين أنجبوا أبناء في نشوء ظواهر أخرى مثل “عقوق الوالدين” و”التمرد على القيم” وظاهرة “التحرش” والتي قد تحصل نتيجة الطلاق مما يتسبب في مشاكل أخرى نتيجة مشكلة لا توجد حلول لها؟ ولم يتم علاجها!
كثيرة هي الأسئلة القاتلة التي تبحث عن إجابات في ظل عدم اعتراف بعض أفراد المجتمع ببعض الظواهر السلبية، وتداخل المشكلات بسبب عدم الاعتراف بها مما يدل على الحاجة الماسة إلى مكاشفة حقيقية بواقع ظواهر اجتماعية موجودة تحتاج إلى دراسة من مراكز الأبحاث لكي يعيش المجتمع في سلام ومحبة، ويكون مجتمعًا منتجًا بدلًا من أن يكون مجتمعًا سلبيًا غير قادر على الركض مع ركب الحضارات المعاصرة والمجتمعات النابضة القادرة على صناعة المستحيل في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة التي جعلت العالم قرية صغيرة تتناقل الوكالات الإخبارية العالمية أحداثها بالدقيقة والثانية، ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
فقط نحن نحتاج إلى الاعتراف بمشاكلنا ووضع حلول لها؛ كون أي مجتمع بحاجة إلى الاستقرار من أجل تحقيق معادلة التنمية المستدامة في ظل الدعم الكبير من القيادات السياسية لكي يكون المجتمع العربي والخليجي قادرًا على أن يكون إيجابيًا ومنتجًا وقادرًا على التناغم مع التطورات المجتمعية الحاصلة في كل العالم!!
0