المقالات

الشيخ السديس.. واستلهام منهج القيادة الرشيدة في التواصل مع الناس

في إحدى ساحات المسجد الحرام وفي اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، كان المشهد لافتًا للنظر: معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس يقوم باستطلاع آراء عدد من المعتمرين والزوار، مستمعًا بكل أريحية ورحابة صدر لهم عن الخدمات المقدمة ومدى ارتياحهم، وهل هناك شيء يتمنون وجوده؟
والمعنى الجدير بالاهتمام في هذا المشهد يُشير إلى أكثر من أمر: الأول.. تذكيرنا بالحديث النبوي الشريف عن ابن عمر – رضي الله عنهما-، عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: “كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه … إلى آخر الحديث”، حيث إن رعاية المسؤول لمسؤولياته أمر لازم وليس من قبيل الترف، ولن يستطيع هذا المسؤول أن يقوم بدوره كاملًا إذا جلس في “برج عاجي” بل عليه التواصل مع الناس (الآخرين)، وهو ما يُذكرنا بمقولة الكاتب الأمريكي “جيمس س. هيومز”: فن التواصل هو لغة القيادة المعتمدة”.
والأمر الثاني.. الاطمئنان على مستوى الخدمات والبرامج المقدمة في المسجد الحرام خلال موسم رمضان المبارك من قِبل “الرئاسة العامة لشؤون الحرمين”، والتي لا تدخر جهدًا في سبيل تطوير منظومة الخدمات وإدخال التقنيات الحديثة بما يتماشى مع خططها التطويرية.
والأمر الثالث – وهو الأهم في اعتقادي- التأكيد على مدى حرص قيادة المملكة الرشيدة – أيدها الله- على تقديم أفضل وأرقى الخدمات للمعتمرين والزوار لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة، وهو نهج دائم للقيادة الرشيدة منذ عهد المؤسس العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه-، مرورًا بأبنائه من الملوك البررة – رحمهم الله-، وصولًا إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومعه سنده وعضده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله-.
ومشهد الشيخ د. السديس المحمود المشار إليه هو استلهام لنهج القيادة الرشيدة – أيدها الله- في التواصل، وكم من مشاهد لا تنساها الذاكرة في هذا السياق كان بطلها سمو ولي العهد، فخلال زيارة سموه – حفظه الله- للمواقع التراثية والتاريخية في محافظة العلا أحد أيام شهر ديسمبر 2017م، تفاجأ شابان بسموه بعدما صادف وجودهما بالمواقع مروره بالمكان.
وقد أظهر ذلك في مقطع فيديو وصور تم تداولها – آنذاك- على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدا الشابان وهما متفاجئان بوجود سمو ولي العهد، ليلتقطوا معه صورًا، معبرين له عن فرحتهما برؤيته.
وتابع الشابان: “أذهلنا بتواضعه وبساطته، إذ ترجل من مركبته للسلام علينا، وقدم لنا اعتذارًا لطيفًا عن أصوات العربات العابرة للصحراء”.
وأضاف الشابان: “كان لوقع كلماته أثر في قلوبنا، ذُهلنا عندما اقترب منا وهو يقود المركبة بكل عفوية وبساطة، يتحدث معنا بكل تواضع ومحبة، ويسألنا عن منطقـتنا وأحوالنا، ووعدنا بالاهتمام بها وتطويرها”.
كما أشار الشابان إلى أنهما وأبناء عمومتهما الذين كانوا يرافقونهما، بادروا بالتقاط صور “سيلفي” مع الأمير، مضيفين: “على الرغم من أنه لم يكن جاهزًا للتصوير، إلا أنه لم يمانع، إذ بدأ يمسح الرمال العالقة على جبينه من أثر رحلة عمل في مواقع متعددة”.
أما في أحد أيام شهر نوفمبر 2018م، فقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مقطع فيديو (سيلفي) صوّره أحد أبطال الجيش الذي تعرض لإصابة ويتلقى العلاج، مع سمو ولي العهد الذي ثمّن الدور البطولي، الذي يقدمه أبطال الجيش السعودي في الحد الجنوبي.
وقال الجندي المصاب: “تشرفت اليوم بالسلام على سمو ولي العهد”، فيما شاركه سمو ولي العهد الحديث قائلًا: “أنا اللي لي الشرف مع أحد أبطال الوطن، بطل عظيم وترى الدور الذي يقدمه أكبر مليون مرة من الدور الذي أقدمه أنا، بيّض الله وجهك”.. هكذا تكون القيادة المسؤولة التي تقدم القدوة والمثل الحي لكل المسؤولين في الدولة.

– كاتب سعودي وعضو مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى