في ليلة عرس للنجاح احتضنها مقر الغرفة التجارية بمكة المكرمة، أثبت مساهمو ومساهمات شركة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية المشاركون في الجمعية العامة غير العادية الأحد 19 مارس 2023م أنهم كانوا على قدر المسؤولية، مدركين لحجم التحديات التي تواجه شركتهم، مقدرين لذلك الجهد الضخم الذي بذله مجلس إدارة الشركة بقيادة د. أحمد عباس سندي من أجل وضع الشركة في المكانة اللائقة بها من حيث: التخطيط، وسرعة الحركة، والتنفيذ الذكي لتوجهات الشركة الاستراتيجية وخططها الاستثمارية.
وبقراءة سريعة لأبرز قرارات الجمعية العامة غير العادية، نجد أن نسبة تعدت الـ (80%) من المصوتين قد أيدوا قيام مجلس الإدارة بتوزيع أرباح مرحلية جزئية لعام 2022م بنسبة (100%) من رأس المال المدفوع (46 مليون ريال) بمبلغ 10 ريالات لكل سهم، وصرفها على مرحلتين:
الأولى بواقع (70%) أي بمبلغ 7 ريالات، وتم صرفها يوم 28 شعبان 1444هـ.
والثانية بواقع الـ (30%) المتبقية (بمبلغ 3 ريالات)، ويتم صرفها في أعقاب اعتماد الميزانية العامة للشركة. فيما تعدى التصويت على تعديل النظام الأساسي للشركة ليتوافق مع نظام الشركات الجديد نسبة (83%).
هذان نموذجان للتصويت يثبتان مدى وعي الجمعية العامة بالظروف سريعة التعقيد والتغير التي تحيط بعالم شركات أرباب الطوائف، والتي باتت تمثل رقمًا مهمًا في منظومة الاقتصاد الوطني اتساقًا مع رؤية المملكة الفذة “رؤية 2030” بقيادة عرابها القدير صاحب السكو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظهما الله-.
والمراقب المنصف لنشاط مجلس إدارة الشركة بقيادة ربان سفينتها د.أحمد عباس سندي وزملائه المميزين بالمجلس منذ ما قبل موسم الحج المنصرم 1443هـ، لن يجد إلا سلسلة متتالية من الجهود المخلصة تكللت بنجاحات لافتة على أرض الواقع بدأت بنجاح كبير للشركة في موسم حج 1443هـ رغم كونه كان موسمًا استثنائيًا لسببين:
الأول أنه جاء بعد توقف عامين لقدوم حجاج الخارج بسبب جائحة كورونا. والثاني لأنه الموسم الذي واكب التحول المؤسسي لشركات أرباب الطوائف بالاتجاه إلى الفكر التجاري والاستثماري اتساقًا مع “رؤية المملكة 2030”.
وعن هذا التوجه الاستثماري، حققت الشركة نجاحًا منقطع النظير تمثل في إنشاء شركة “أفريقيا غير العربية” القابضة للاستثمار، والتي انبثق منها شركتان جديدتان هما: شركة “إثراء الجود لخدمات الحجاج”، وشركة “إثراء الخير لخدمات الحجاج”.
وفي السياق نفسه، أبرمت الشركة عقدًا مميزًا مع شركة البداد للمناسك (شركة عالمية) لمشروع تحسين وتطوير خيام “أفريقيا غير العربية” بمشعر عرفات، وذلك على مساحة إجمالية تبلغ (246) ألف متر مربع. كما وقعت الشركة مؤخرًا عقدًا تستحوذ بمقتضاه على (51%) من شركة “عبد الله أبو الجدايل للصناعة”، وهو ما يتيح للشركة دخول مجال خدمات الإعاشة من الباب الواسع.
وتجدر الإشارة إلى أن استراتيجية شركة أفريقيا غير العربية القابضة للاستثمار تتكون من 14 هدفًا استراتيجيًا، و77 مبادرة، و72 مؤشر أداء، وذلك لمراقية أداء وفعالية الشركة بمختلف إداراتها، سواءً على مستوى الشركة القابضة نفسها أو على مستوى شركات الخدمة، موضحًا أن الشركة تبنت خطة استثمارية طموحة تشمل استثمارات داخل نشاط الحج لإثراء تجربة ضيوف الرحمن، واستثمارات خارج النشاط لضمان تنويع مصادر الدخل.
ويأتي هذا النهج الاستثماري الاستراتيجي للشركة انطلاقًا من إدراكها بضرورة فهم ما يشهده سوق الحج والعمرة بالمملكة من تغييرات استدعت وضع استراتيجية استباقية وجريئة للحفاظ على كيان الشركة ورفع قدرتها التنافسية، مع ضخ استثمارات لتحسين الخدمات وتنويع مصادر الدخل وخدمة الحجاج والمعتمرين بأفضل الطرق؛ وبناء على ذلك، تم التعاقد مع شركات استشارية متخصصة لوضع الخطة الاستراتيجية والهيكل التنظيمي وخطة الاستثمارات لتحقيق: التحسين والتنافسية والاستدامة.
واستمرارًا لنهج نجاح الشركة في الآونة الأخيرة، حقق جناح الشركة بفعاليات مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة “إكسبو الحج” 2023م (9-12 يناير المنقضي بجدة سوبردوم) نجاحًا منقطع النظير تمخض عنه إبرام الشركة لعقود خدمة ما يربو على (195) ألف حاج لموسم حج 1444هـ، وهو عدد يفوق ما كانت الشركة الشركة تتشرف بخدمتهم من ضيوف الرحمن قبل جائحة كورونا، فضلًا عن تكريم شركة “إثراء الجود لخدمات الحجاج” باعتبار جناحها أحد الأجنحة المتميزة المشاركة في المعرض هذا العام.
وما سبق من نجاح لم يكن ليتحقق لولا وجود د. أحمد عباس سندي رئيس مجلس الإدارة، ذلك الربّان الماهر الذي يقود سفينة الشركة بحكمة واقتدار وهدوء، ويعاونه لفيف من أعضاء المجلس المميزين المتطلعين دائمًا إلى النجاح، ومنهم عضو المجلس المستشار التنفيذي د.سليمان محمد قطان صاحب الأيادي البيضاء.
ولا أنسى تعيين الرئيس التنفيذي الجديد للشركة أ. بدر علي بافقيه، وهو كفاءة وطنية مميزة ننتظر منه الكثير، كما أثمن دور وجهود كلًا من: المرجع الداخلي أ. عبدالوهاب خشيم، ومستشار الشؤون القانونية وشؤون المساهمين أ. محمد إبراهيم شاولي.
وقبل الختام، أود أن أشير إلى وجود بعض الأصوات الشاذة (وهي قليلة إلى درجة الندرة بفضل الله) التي لا همّ لها إلا التشكيك في جهود الشركة ومجلس إدارتها، وأدعو الله لأصحاب هذه الأصوات بالهداية والتقييم الموضوعي لما يتم إنجازه على أرض الواقع ويشهد به القاصي والداني، فالشمس حين تشرق لا يستطيع كائن أن يدعي أنها لم تشرق.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلاةً وسلامًا على أشرف المرسلين.