(مكة) – حوار- عبدالرحمن الأحمدي
يعد الدكتور فواز بن علي الدهاس مدير عام مركز تاريخ مكة المكرمة السابق، أحد الأكاديميين وأهل العلم سواء في مكة أو على مستوى المملكة، لذلك حرصت “مكة” الإلكترونية على تفقد أحواله والاطمئنان عليه خلال الشهر الكريم، ضمن سلسلة اللقاءات التي تستهدف نقل الخبرات والاستفادة من الأفكار والآراء لأهل العلم والسداد في المجتمع، فكان الحوار التالي:
-لمن يسأل عنكم دكتور فواز.. أين تتواجدون في رحاب هذه الدنيا؟ وكيف تقضون أوقاتكم؟
أنا في أقدس البقاع مكة المكرمة وفي قلوب المحبين لنا، وأقضي معظم وقتي في خصوصيتي “مكتبتي الخاصة” التي زرتني بها وتشرفت بك في جنباتها، واعتكافي بها ليس للقراءة فحسب بل إحساس بأنني أعيش الماضي والحاضر وتطلعاً للمستقبل لهذه المدينة المقدسة.
-مالذي يشغل اهتمامكم في الوقت الحاضر؟
لا يشغل اهتمامي هذه الأيام سوى رضا رب العالمين والإعداد لساعة الرحيل.
-الحكمة خير من الله يؤتها من يشاء.. كيف تعرفون الحكمة من وجهة نظركم؟
الحكمة هي التصرف السليم في الوقت المناسب.
-ما بين حكمة الشيوخ وهمة الشباب.. هل ثمة اتفاق أو فجوة اختلاف برأيك؟
لكل جيل همة وآمال فما تمنيته في شبابي تحقق ولله الحمد والمنة مع مرور الزمن.
-هل الإنسان في هذا العالم ضل طريق الحكمة؟ وهل بالجملة تنقصه الحكمة؟
الإنسان في أي مكان وزمان يبحث عن الحكمة والحكمة ضآلة المؤمن.
-في حياتنا مراحل إنسانية مختلفة.. من الضعف إلى القوة وهكذا.. ماذا تتذكرون من وقائع في ثنايا المراحل؟
أتذكر كيف كنا وكيف أصبحنا فمنذ عرفت الحياة في مكة المكرمة وأنا أخطط لأشياء كثيرة ومتجددة تحقق منها الكثير، ولعل من أهمها توثيق المواقع التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية.
-ما بين الربح والخسارة كيف تصفون أصعب المشاعر وأجملها؟
الإنسان في صراع هذه الحياة الدنيا إن كسب يوماً مالا، لابد أن يكسب يوماً آخر صداقة، تجارة، أو تحقيق آمال، بالعمل والتوكل على الله يتحقق له ما أراده المولى تبارك وتعالى.
-الحزن سمة إنسانية ثابتة هل احتجتم له يوما ما.. وماهي أقسى لحظات الحزن التي مرت بكم؟
من أقصى لحظات الحزن هو فقد الوالدين وما من إنسان إلا ومر بهذه المرحلة أو سيمر بها.
-التوفيق والسداد هبة من الله تعالى.. ما هي أكثر المواقف التي مرت بكم توفيقاً وسدادا؟
التوفيق هبه من الله سبحانه وتعالى، عندما تخرجت من الثانوية العامة كان توجهي للعسكرية اختصاراً للوقت ولمشوار الحياة؛ لأن الظروف المادية كانت صعبة جدًا، ولكن لم يتحقق لي ذلك فحزنت كثيرًا، وكان والدي_ رحمه الله_ يقول لي دائماً: توكل على الله يا ابني فإن قفل عنك باباً إلا ويفتح لك أبواب أخرى للخير، وهكذا صار معي فتقدمت للجامعة قسم التاريخ وأكملت دراستي بتفوق وابتعثت إلى بريطانيا وتخصصت في تاريخ البلد الحرام فأصبحت مكة المكرمة هي عشقي التاريخي.
-بماذا نربط الحياة السعيدة من وجهة نظركم الشخصية؟
ترتبط الحياة السعيدة بالإيمان بالمولى تبارك وتعالى وفي كل عمل تقوم به.
_هل نستطيع أن نعتبر السعادة أسلوب حياة؟
السعادة هي مرحلة من مراحل الحياة.
-متى يصل الإنسان إلى محطات النجاح؟
محطات النجاح أخي الفاضل تختلف من إنسان لآخر ولا يمكن الوصول إليها إلا بالإيمان بالله والقناعة.
– ومتى تتوقف تطلعاتنا في الحياة؟
تتوقف هذه التطلعات إذا انتهت رحلة الحياة.
-في الأغلب ننصف الإنسان بعد رحيله من دنيانا.. متى ينصف هذا الإنسان قبل أن يرحل؟
هذا هو الخطأ بعينه فنحن لا نكرم المبدعين إلا بعد رحيلهم فلا بد من إعادة النظر في هذا الموضوع ونضع الناس في مواضعها ونقدر إبداعاتهم في حياتهم اعترافاً بحقهم وتشجيع لغيرهم.
-في الاستشارة.. من يستشير ضيفنا الكريم في مواقفه الحياتية المختلفة؟ ولماذا؟ وماهي أهم استشارة مضت؟
أولاً دائماً أناقش رفيقة دربي في هذا الجانب، ومن يعز علي من أصدقائي وزملائي، ثم أطلب الاستخارة من رب العالمين.
-متى غض النظر ضيفنا في المواقف المصاحبة له؟ وهل تذكرون بعض هذه المواقف؟
كثيراً ما أغض الطرف في بعض المواقف إذ أن تجاهلها خير من متابعتها.
-هل ندمتم على سكوتكم يوماً؟ ومتى ندمتم على بعض كلامكم؟
لم أندم على شيء لأنني أؤمن أننا مسيرين في هذه الحياة، وقد يحدث أن تناقش في موضوع مع الناس فسيسمعكم ما لا تأباه النفس الأبية.
-في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أحاديثنا تختلف عن واقعنا.. إلى أي مدى تؤيد صحة هذه الجملة؟
وسائل التواصل الاجتماعي هي وسيلة من وسائل الغزو الفكري فيدمر العديد من قيمنا وتواصلنا الاجتماعي.
-في حياتنا اليومية هل افتقدنا حقيقة إلى الإنسان القدوة؟
لازالت الدنيا بخير ولازال الأخيار على ظهر البسيطة.
-الأبناء في الوقت الحالي هل يحتاجون إلى الرأي والمشورة منا؟ وهل المسافات بعدت بيننا وبينهم؟
نعم، فالنصح والإرشاد ضرورة من ضروريات الحياة للأبناء.
–الدنيا طويت على غرور.. متى وجدتم هذه العبارة ماثلة أمامكم؟
لو طاوع الإنسان مغريات الحياة لما انتهى إلى شيء.
– من أنبل الناس في رأيكم؟
أنبل الناس أحبهم للناس.
– المحبطون هم أشد الناس تعاسة هل صادفتم هذه الفئة؟ وكيف تعاملتم معها؟
لا أؤيد التعامل معهم ولكن الظروف أحياناً تحكم.
– هل ندمتم يومًا في النقاش مع أصحاب الوعي والإدراك؟ وهل ندمتم في النقاش مع غيرهم؟ ولماذا؟
النقاش مع أصحاب الوعي والعلم والإدراك هو مكسب، ومع هؤلاء العقلاء تأخذ وتعطي وأما ما دون ذلك فهو ضياع للوقت للأسف.
– هل تحب إضافة كلمة أخيرة؟
أخيراً أشكركم أخي التربوي والإعلامي المميز الأستاذ عبدالرحمن الأحمدي على هذا اللقاء عبر صحيفة “مكة” الإلكترونية، والذي أرجو أن أكون قد أجبت على فقراته بما أجد أنه من قناعتي، وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم ومن المسلمين صيام وقيام هذا الشهر.