الحياة جامعة خرجت الكثير، منهم من نجح وآخرون لم يستطيعوا، دروسها لا تنتهي، وعجلاتها لا تتوقف، تمر علينا بأشكال متكررة وهيئات مختلفة وكلما تقدم بنا العمر، يختلف تفاعلنا معها وندرك مدى أهميتها. إن الحياة سلم: “البعض يصعد درجاته والآخر ينزلها”، كما يقول المثل البلغاري. وليتذكر كل واحد منا أننا راحلون، فما أجمل أن تكون غائبًا حاضرًا على أن تكون حاضرًا غائبًا، وما أعظم من أن تبقى المكانة بعد ذهاب المكان. فالحياة كما وصفها الدكتور مصطفى محمود؛ تشبه المتجر (سوبر ماركت) تأخذ منه كل ما تشاء، وفي النهاية يجب أن تدفع ثمن كل ما أخذته.
كثيرة دروس الحياة: لا يمنع أن يكون حلمك يُلامس السماء بشرط أن تعرف أنك تمشي على الأرض، ويجب على المرء ألا يحاول أن يكون إنسانًا ناجحًا، إنما يحاول أن يكون إنسانًا له قيمة وبعدها يأتي النجاح تلقائيًا.
وأن العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر، ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها. في الجامعة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك، أما الحياة فتختبرك ثم تعلمك الدرس. إذا لم يجد الإنسان شيئًا في الحياة يموت من أجله، فإنه في الغالب لن يجد شيئًا يعيش من أجله، ومن دروسها أيضًا: إن الحياة بلا هدف لا معنى ولا وجود لها. على الواحد منا احترام عقول الناس بدون أن يثق فيها، وأن على الفرد أن يخالط الجميع ويأخذ منهم العبر؛ لأن كثيرًا منا يأتي إلى الحياة ويفارقها دون أن يعرف حقيقة كثير من الناس. إن الأيام تسير بنا إلى المجهول، لا تتشابه إلا بالمسمى، فمن المحال أن يمر عليك يوم مثل يوم عشته من قبل. علمتنا الحياة، أن النجاح له ضريبة هي: (الصبر) و(التحمل) و(التغافل)، وأن النجاح لا طعم له إذا لم يذق المرء قبله طعم الفشل. وعلى المرء أن يعلم أن الاختلاف هو الأصل في يقظة الوعي، وتجدد الفكر وتطور الحياة. وأهم من ذلك كله، أن يعلم أن الأمور كلها بيد الله. وفي النهاية: “إن ما تقدمه أيدينا هو الذي سيتحدث عنا في نهاية المطاف”.
0