تابعت لقاء المديفر مع أ. قينان الغامدي، كغيري من المتابعين الذين تجذبهم أضواء الناجحين المؤثرين، وأظن أ. قينان من أولئك الذين يُشار إليهم ببنان الإعجاب والفخر.
وأ. قينان، علمٌ من أعلام الصحافة السعودية، وهو ابن الوطن أولًا، وابن الطائف ثانيًا وابن صاحبة الجلالة الذي ترعرع في أحضانها، وساهم في بنيانها، ووطد دعائمها وأركانها مع نخبة من رؤساء التحرير والصحفيين السعوديين.
فكانت له المكانة التي لا تنتمي إلى الخذلان والجبَانة، تلك الصفتان اللتان لا تحققان النجاح.
فقدرة رئيس التحرير على المواجهة والجرأة في النقاش والحديث، وامتلاك ملكة الإقناع، وبخاصة أمام صاحب القرار تقوّض الخوف، وتدافع عن المبدأ، وترسخ المكانة، وهذا ما كان للوطني الصحفي أ. قينان.
يقول عنه، تركي الدخيل:
“قينان الغامدي: يخلق صُحُفًا رائعة من العدم.. ويدمن الرحيل!”
وقال عنه: “هو الصحافي السعودي الشُجاع، الذي لا يتخوف إشعال الحرائق دومًا، والمنقذ حين تعي الحيل الرجال، الصادقُ، صاحبُ طبقة القرار، المحترمة في صوته.”
وقال عنه اللواء مساعد العتيبي: “علامة في تاريخ الصحافة السعودية، يكتب بسكين حادة الحواف دفاعًا عن الوطن، وبقلمٍ أنيق حين تكون الأمور “سهود ومهود”، ولا أحسبه إلا وطنيًا صادقًا.”
ولأنه شجاع وجريء، وصاحب مبدأ، فيقول- قينان – عن نفسه: “إنيّ مغامر، ومجتهد، فأخطئ”، وفي اللقاء ركّز المديفر في تساؤلاته على مواجهات أ. قينان مع الصحافة وتبعاتها المهنية، وقد خرجت من هذا اللقاء بقراءة ما وراء هذه المواجهات والأحداث، بما يلي:
* وعي السلطة (الحاكم) ومتابعته لما يحدث، والمرونة والحكمة في التعامل، مع الأخذ في الاعتبار (الدين والوطن) أولًا.
* الصراع في الفكر بين حرية الرأي وقيود المهنة الصحفية صنعت كثيرًا من الأحداث والمواقف.
* التضحية: الصحافة مهنة المتاعب، والصحفي وخاصة من كان الواجهة كـ( قينان) أحيانًا يضحي بالكرسي، وأحيانًا بالقلم..!!
* تحدث عمن حوله من رؤسائه، وبعض العاملين في الشأن الصحفي – ربما – أكثر من حديثه عن نفسه، ومواجهاته، وهذا تغييب للأنا والذات؛ لأن المصلحة العليا حاضرة (وطنية واجتماعية)، فلم يمتطِ في حديثه عبارات الفخر، ليقيم بنيان الانتصار والمجد الشخصي.
* كواليس الصحافة، ومتاعبها وأحيانًا صراعات الأنداد، والغيرة الصحفية، واحدة من مقوضات الفعل الصحفي الناجح.
* قدرة أ. قينان على الصمود والمواجهة والتحدي – إن صحَّ التعبير- أفضت إلى نجاح تلك الصحف التي قاد زمام نجاحها (كالبلاد والوطن وعكاظ والشرق وغيرها).
* اختيار الكفاءات، من أصحاب المهنة، والكتّاب وأصحاب الرأي المؤثرين، ومن يمتلكون الجرأة، كل ذلك من أهم مقومات نجاح الصحيفة.
* المواءمة بين متطلبات المرحلة، والمستقبل وامتلاك الرؤية الأفقية، تسهم في تحقيق نجاح الصحيفة عند إقناع المتلقي بالدور الذي تقوم به.
* الصحافة رسالة، وأداة تثقيف وتوجية، وإحداث تغيير في فكر المتلقي، فإذ لم تحقق ذلك، فربما تخفق في بعض جوانب أداء رسالتها.
شكرًا أ. قينان، على ما قدمتَ للصحافة والوطن وما ضحيت به من أجل ذلك، وحققت بعض طموحات القارئ، وجعلت من الصحف التي تسنمتَ إدارتها ذات تأثير في عقل وفكر المتلقي.
وأخيرًا:
“يجب أن تكون مهنة الصحافة حول إخبار الناس بما يحتاجون إلى معرفته – وليس ما يريدون معرفته.” (والتر كرونكايت)
0