في نهاية هذا العام صيف الباحة غير والبشائر تلوح بعد انتهاء الموسم الشتوي الذي قضى قبل شهر الصيام بعد أن شهدت منطقة الباحة ومازالت تشهد أمطارا غزيرة في جميع محافظاتها السراة وتهامة والبادية بعد أن تحولت جميع جبالها وأوديتها تغفو على مساحات واسعة من الغطاء النباتي الأخضر حيث تكسوها الأشجار الدائمة الخضرة وجميع الأعشاب والزهور يدعمها قرابة خمسين غابة ومنتزه والتي اختفى معظم هذه النباتات والزهور البرية عشرات السنين الماضية لقلة الأمطار كما ولوحظ أنه مع هذا الموسم المطري امتلاء السدود التي تقارب ستة وعشرين سدا منتشرة في مواقع كثيرة في المحافظات وشهدنا جريان الأودية والشلالات مما سيزيد من إنتاج بعض الفواكه التي تتميز بها منطقة الباحة وعلى رأسها فاكهة الرمان في بطحان ووادي مراوة الذي يقام له مهرجان في كل عام في مفرق بيدة على الطريق المؤدي لمحافظة القرى باتجاه الطائف حيث سيحتفل به العام القادم 1445هـ في نسخته الثانية عشرة من تنظيم فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة وتنفيذ الجمعية التعاونية للرمان بمشاركة أكثر من مائة عارض ثابت وأكثر من ألف مزارع ومشاركات لللأسر المنتجة والمتاجر الإلكترونية ومعرض الزراعة العضوية يصاحب المهرجان فعاليات فنية وترفيهية وثقافية وإعداد أوبريت خاص بالمناسبة .
والباحة في السراة وتهامة والبادية تشهد ورش عمل لتوسيع قاعدة مواقع الترفيه والتنزه لعموم المواطنين والسياح الذين سيفدون من جميع المناطق والمدن في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي كالعادة في كل صيف كما هو الحال في غابة رغدان ومنتزه الأمير مشاري في محافظة بني حسن ومشروعات أخرى في المحافظاتفيما زاد عدد النزل من الشقق المخدومة التي سوف تستوعب التدفق الذي تشهده المنطقة من بعد حج هذا العام الذي يوافق إجازة التعليم العام والجامعي في الوقت الذي يعود للمنطقة من أبنائها المنتشرين في أمهات المدن بأعداد قد يصل عدد سكان المنطقة في محرم القادم لأكثر من مليون نسمة وسط منظومة من الخدمات الأساسية كالطرق المعبدة وخدمات الكهرباء والخدمات البلدية وسهولة التنقلات بين المحافظات تحت إشراف أجهزة الأمن العام إلى جانب توفير جميع ما يحتاجه السائح إذ شهدت المنطقة افتتاح عدد من الأسواق الكبيرة المعروفة وافتتاح المقاهي المتميزة وسيكون هناك برامج ترفيهية وأخرى ثقافية في النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون ضمن اهتماماتها المنخرطة في برامج الصيف بالتعاون مع الجهات المنظمة للبرنامج تحت إشراف إمارة المنطقة ورعاية سمو الأمير الدكتور حسام بن سعود ومتابعة سعادة وكيل إمارة منطقة الباحة عبد المنعم بن ياسين الشهري ومديري الإدارات الحكومية والمؤسسات المعنية .
بقي أن نشير على بعض المطالب التي حتما ستكون لبنات في جدار النهضة التي شهدتها وتشهدها المنطقة ومنها بحث إعادة خدمات فندق قصر الباحة إما بترميمه أو البدء في تنفيذ مشروعه إن كان هناك ما تم الخطيط له من قبل الجهة ذات العلاقة لأن بقاءه بهذا الوضع يشكل ندبة في خدمات النزل السياحية باعتباره الوحيد سابقا لاستقبال ضيوف المنطقة وزائريها وروادها فضلا عن أنه كان مقرا لإقامة العديد من المؤتمرات والنشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية التي توقفت بتوقف خدماته لعدة سنوات حتى ولو أن عدد من الفنادق الجديدة دخلت الخدمة لكنه يظل الرمز السياحي لسكن زوار الباحة على مدار العام ثم أن هناك مطلب نتوجه به لفرع وزارة النقل بالباحة للتخاطب مع مثيلتها في المنطقة الغربية وتحديدا فرعها في محافظة الطائف لاستكمال مشروع كوبري بوا المنزوع من المقاول والذي زاد عمر تعثره عن عشر سنوات رغم قصر طوله باتجاه الباحة والذي سبق وأن كتبنا عنه أكثر من مرة وهناك مطلب ربما لأول مرة بأن يكون الاحتفال بافتتاح مهرجان الصيف في موقع غير غابة رغدان ليحضره المواطنون والسياح لأن موقع الغابة عادة ما يكون مكتظا بالسياح والطرق الموصلة إليه مزدحمة فيحرم الكثير من مشاهدة البرنامج المواكب للاحتفال واقترح أن يكون في مدينة الملك سعود الرياضية على طريق العقيق وألا يقتصر البرنامج على بعض البرامج القديمة حيث اقترح تشكيل لجنة لهذا لدراسة الموضوع من جميع جوانبه الثقافية والفنية والتنظيمية بعيدا عن تكرار البرامج السابقة
وهناك مقترحات أخرى لعلنا نسوقها في وقت آخر إن شاء الله .
انعطاف قلم :
شكرا لأمانة المنطقة والبلديات التابعة لها في محافظات السراة بالذات باعتبارها المصيف لما يبذلونه من جهود لتوسيع خدمات المنتزهات كما هو الحال ففي الباحة وبالجرشي وبني حسن والمندق والقرى والعقيق ونتمنى أن تنتهي مشروعاتهم قبل بداية الصيف حتى يستفيد منها زائرو المنطقة دون وجود أي معوقات تنفيذية .