المقالات

تخبيب المشاهير!

التخبيب في اللغة الخداع والإفساد والتغرير بالناس
فالتفريق بين الزوجين تخبيب
والتفريق بين العامل وعمله تخبيب
والتغرير بالمراهقين والمراهقات تخبيب
والتفريق بين المواطن وقيادته تخبيب
وخداع الناس بهجر أوطانهم تخبيب
وكل فعل تسبب في إفساد علاقة بين شخص وآخر هو تخبيب.

إنّ ما نراه ونسمعه اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي من بعض مشاهيرها بين الفينة والأخرى ليجعلنا نتوجس خيفةً على مجتمعنا المتماسك الذي بني على الترابط بين أفراده، فنرى مشاهير التواصل الاجتماعي يستعرضون لنا بعضًا من آرائهم المبنية على حياتهم وحياة من حولهم من التائهين الضائعين في الحياة الغارقين في أموال السفهاء والمجانين من المتابعين لتفاهاتهم، والذين أضاعوا وقتهم في متابعة تفاهات لا تغني ولا تسمن من جوع، استعراض مقيت لأصناف من البذخ في المسكن والملبس والمأكل والترحال، كل هذا الاستعراض هيّن مع ما نسمعه من آراء قد تودي بحياة الناس إلى التهلكة والبيوت إلى الدمار والعلاقات إلى الخراب.

مشهور من مشاهير الفلس ترك وظيفته ودراسته واتجه إلى وسائل التواصل الاجتماعي فنصح الناس بأن يقـتدوا به ليصبحوا مثله، فتركوا وظائفهم ودراستهم لعلهم يكونون مثله، ولكنهم وللأسف لم يجدوا ما وجده؛ فضاعت حياتهم وحياة من معهم لأنه خدعهم وغرر بهم، ولم يخبرهم بكل التنازلات التي فعلها ليصبح كما هو عليه الآن.

مشهورة أخرى تنصح متابعيها من فئة النساء بأن يخلعوا أزواجهم اقـتداء بها؛ فقد خلعت زوجها لتنعم بحرية التنقل من بلد إلى بلد ولتعيش حياتها وفق هواها دون أخذ الإذن من زوجها الذي تراه رجعية وتخلفًا، وتصبح دون حسيب أو رقيب، وتلقف المستمعات والمشاهدات كلامها وخلعن أزواجهن وهدمن بيوتهن وتركن أطفالهن، وها هن يعشن في حسرة وألم فلم يجدن ما وعدتهن به بل أصبحن عالّة على أنفسهن.

مشهورة أخرى تظهر في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتطلب من البنات أن لا يتزوجن ويبقين لأنفسهن ويستثمرن في أنفسهن، ويتمتعن بحياتهن بعيدًا عن المجتمع الذكوري الذي يسخرهن لأجل إشباع رغباته وأهوائه ولا أعلم كيف تريدهن أن يعشن طيلة حياتهن بدون زوج يشاركهن حياتهن مخالفة بذلك السنن الكونية.

مشهورة أخرى تنصح النساء بعدم تلبية كل ما يطلبه الزوج حتى لا يصبحن إماءً؛ وكي يعتاد الزوج على سماع كلمة (لا) منهن فليس من الحكمة أن تكون المرأة تبعًا لزوجها وأفكاره الذكورية.

إنّ أولئك المشهورات قد تناسين أنّ القرآن الكريم والأحاديث النبوية حثت ورغبت المرأة على الزواج لأنه سنة الله في الحياة، وهي قوام استمرار الحياة، كما أنّ الشريعة الإسلامية أمرت الزوجة بطاعة الزوج لأنه سبب في دخولها الجنة، وأمرتهن بالمحافظة على بيت الزوجية حتى يصنعن جيلًا بانيًا.

إنّ ما نسمعه ونراه من سيطرة أصحاب الأفكار المضللة على وسائل التواصل ونشر ما يرونه من معلومات مغلوطة لهوَ نتاج متابعتنا لهم وسكوت عقلائنا عن الرد عليهم وعدم بيان خطأهم وعدم الأخذ على يدهم فيجب علينا كمتابعين أن نلغي متابعتهم، ويجب على العقلاء أن يبينوا ضلال أفكارهم، وأن يحاربوا الفكرة بالفكرة بعيدًا عن التشخيص المقيت، ويجب على هيئة الإعلام المسموع والمرئي أن تلتفت لما يبث في وسائل التواصل الاجتماعي؛ وخاصّة ممن يحملون صفة الإعلاميين أو مهنًا تربوية أو تعليمية أو طبية أو أي صفة مهنية، كما يجب عليها وضع ضوابط وميثاق شرف يلتزم به كل من يبث أو ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي.

همسة الختام:
وسائل التواصل الاجتماعي فيها الغث وفيها السمين والمؤمن كيّس فطن؛ فيجب علينا أنّ نحكم عقولنا فيما نشاهد ونسمع قبل أن نندم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button