المقالات

حافلات مكة؛ حتى يتكامل الإبداع

تسعى المملكة العربية السعودية إلى تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين بتوجيهات مُباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -أيده الله-؛ حيث أطلقت الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة مشروع حافلات مكة إحدى مُبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي يُعد ضمن برامج رؤية المملكة 2030، والذي يضم اثنى عشر مسارًا تربط المسجد الحرام بالمواقع والأحياء الحيوية بمكة وتشمل 439 محطة توقف، و 400 حافلة تعمل على مدار الساعة وتقدم خدمة النقل المجاني لجميع المستفيدين من المواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن على حدٍ سواء، مستثمرة جميع الأساليب الحديثة للارتقاء بقطاع وخدمات النقل في مكة المكرمة؛ وتسهيل حركة سكانها وزوارها من خلال توفير خدمات متكاملة على متن حافلات تميزت بنظام يسهل صعود ونزول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير مساحات كافية لعربات الأطفال والكراسي المتحركة، وإطلاق نظام صوتي ومرئي لمعلومات الرحلات، وتفعيل أنظمة دقيقة لتفادي الاصطدام، كما أن الحافلات مزودة بشبكة إنترنت احترافية عالية الجودة؛ بهدف تطويع التقنية لتقديم خدمات مميزة لضيوف الرحمن وتيسيرًا على المستفيدين، وليتمكن ضيوف الرحمن من المعتمرين والحجاج من أداء رحلة إيمانية براحة ويسر وأمان.

لقد تجاوز مشروع حافلات مكة هدف توفير وسائل نقل آمنة ومريحة؛ إلى السعي لتحسين البنى التحتية لمدينة مكة المكرمة، ووضع معايير نوعية للسلامة وتخفيض الانبعاثات الملوثة، وضمان الاستدامة المالية لشبكة النقل في مكة، وتحقيق أحد أهم مستهدفات رؤية المملكة المتمثل في تحقيق جودة الحياة، ولتحقيق أهداف الهيئة بأبعادها المختلفة ولضمان السلامة المرورية المرجوة؛ يتطلب المشروع إعادة النظر وبِعُمق في مواقع بعض محطات التحميل والتنزيل لحافلات مكة؛ حيث لوحظ أن بعض مواقع المحطات متطرفة وبعيدة عن مداخل المخططات السكنية؛ مما يضطر الركاب إلى قطع الطرق السريعة التي تبلغ سرعة سير المركبات فيها 80-100 كم في الساعة؛ حيث يقطع المارة الطريق إلى الجهة المقابلة بصورة تُشكل خطرًا كبيرًا عليهم خاصة المرضى وكبار السن ومن يصطحبون أطفالهم مُشاة أو بعربات، بحيث يُفاجئ سائقو المركبات الخاصة بمشاة يقطعون الطريق بأعداد كبيرة دون سابق إنذار، مما يُعرقل حركة المرور ويعرض المارة لحوادث خطيرة في ظل عدم وجود كباري علوية لعبور المشاة؛ أو إشارات مرور وخطوط عبور مشاة أرضية تنظم السير، أو مطبات صناعية تضمن سلامة مرتادي الطريق، ويمكن أن يلحظ ذلك جليًا في كلٍّ من المحطة الموجودة عند تقاطع الخط الدائري الثالث مع طريق الطائف السريع، والمحطة الكائنة في الطريق الدائري الثالث حي الهجرة، والمحطة الموجود بمخطط النسيم على طريق الطائف السريع وغيرها من المحطات، ويمكننا التعاون في تقديم جميع المُلاحظات للجهات المعنية لتحقيق السلامة والجودة المنشودة، كلي ثقة في تجاوب الهيئة السريع لعلاج هذه الملاحظات بما عُرف عنها من إنجاز وإبداع.

إن الأهداف السامية للمملكة العربية السعودية وما يلمسه المواطن والمقيم من خدمات نوعية تحقق له السلامة والرفاهية؛ تجعل الجميع يستشعر المسؤولية الوطنية ويَعمل بِوَعي وإدراك لِخدمة وطننا الذي لا يَعرف المُستحيل.

د. وفاء عبدالعزيز محضر

استاذ الإدارة التربوية والتخطيط بجامعة ام القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى