لكي تكون قائدًا ناجحًا عليك أن تكون حاضرًا من خلال الوجود المستمر في مواقع العمل، ومن أجل إدارة فَعّالة تُحقق الأهداف الموضوعة؛ يجب أن تركّز دائمًا على الإنجازات والنتائج أكثر من الأنشطة والإجراءات؛ فالإدارة الناجحة هي فعل الأشياء بشكل صحيح، وإظهار التأثير في محيط العمل، ومن المؤكد تاريخيًا أنه لم يستطع رجل أن ينجح في القيادة دون أن يقـنع أتباعه بأنه قد وضعهم في المقام الأوَّل وقبل كل شيء.
وحين يتصف القائد بالشجاعة في اتخاذ القرار، وفي المتابعة المحاسبية، والحرص على تحقيق رؤية ورسالة مؤسسته، وجعلها موضع فخر واعتزاز القيادة العُليا؛ عندئذ يكون قائدًا متميزًا كمعالي الفريق معجب القحطاني، فبرغم عدم عملي في القطاع العسكري؛ إلا أن ثمة روابط تربطني بالسلك العسكري، وذلك من خلال علاقاتي بأصدقاء كُثْر – ينتمون- للقطاعات العسكرية، ومن خلال مجالستي لهم، وما يتحدثون به دائمًا عن بطولاتهم وبطولات القيادات العسكرية ومواقفهم الإنسانية والوطنية؛ كنت أستمتع بسَبْر أغوار الشخصية لأولئك القادة، وكان من ضمن هذه القيادات: الفريق معجب القحطاني مدير عام حرس الحدود الأسبق، ووكيل إمارة نجران، الذي كان محور الحديث في غالب الأمسيات التي يتجاذب فيها أصدقائي “العسكريون” ذكرياتهم وأيامهم في مراكز حرس الحدود، ومع الإدارة العامة التي يتبعون لها.
وفي اليوم الثامن من هذا الشهر الفضيل يفقد الوطن وتفقد القيادة الرشيدة أحد أبرز وأنبل القيادات العسكرية الوطنية؛ معالي الفريق معجب القحطاني، فاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالنَّعْي والتأبين، وخيَّم الحزن، وعصفت الذكريات بالرجال الذين عملوا تحت إدارته، فالكلّ يُشيد بإنسانية معالي الفريق الراحل، ويسجلون له بأحرفٍ من نور مواقف مُشَرّفة معهم كان يمثلُ فيها القيادة العسكرية الإنسانية الواعية التي تراعي حاجات ومتطلبات الفرد والضابط، وذكروا على الصعيد العملي – وبكل اعتزاز، وبمنتهى الصدق والصراحة – صورًا من الإخلاص والوطنية وأداء الأمانة لمعالي الفريق الراحل.
رحل الفريق معجب القحطاني بعد أن وضع له بصمة خالدة في سِجل العسكرية السعودية، فلا يكاد يُذكر حرس الحدود إلا ويُذكر الفريق معجب القحطاني.
رحم الله الفريق القائد الإنسان الذي يُمثل الرجولة والوطنية المُفعمة بالولاء لله ثم للقيادة الرشيدة.