بدايةً لعلي أعترف أني لست من المتابعين الجيدين للمسلسلات التلفزيونية سواء في رمضان أو غيره، ولكني على بعد مسافتين من هذا الإنتاج الفني، ولا أقدم هنا نقدًا فنيًا لمثل هذا الإنتاج ولكني في هذا المقال أتناول كوميديا الألم في ثنايا هذه المسلسلات، ولعلي أقف عند هذا الوصف – كوميديا- قليلًا لأن ما يطرح من وجهة نظري بالمفهوم العامي يمكن تسميته بـ(إنتاج الطقطقة)، وهي إن جاز الوصف تعتبر الطور الأول من تطور حس الفكاهة عند غير الناضجين مثل الأطفال والمراهقين إلا أنه وللأسف وسط احتضان اجتماعي وزفة فنية ينتقل إلى أن يصل إلى إنتاج تلفزيوني تحت مظلة كلمة (الكوميديا) ويرتكز إنتاج الطقطقة على مثلث التنمر, التحقير, القسوة, فيقدم شخصيات تُعاني من مشاكل نفسية أو جسدية في قالب تنمري ساخر لا يليق، وتدور معظم عقدة المسلسل على هذه الشخصيات، ومهما تغيَّرت الأحداث والأماكن؛ فإن المحتوى المسيء لا يتغير فتجد على سبيل المثال, شخصية السمين وتقدم دائمًا في سياق لا إنساني مثل شخص همجي, نهم, مضحك, غبي …إلخ وتجد أيضًا على سبيل المثال للحصر شخصيات أخرى كالمصابين لزمات كلامية أو نفسحركية ويقدم هذا الدور بشكل مسيء, وتجد كذلك شخصيات المصاب بحول أو عور ويقدم في سياق مؤلم ومسيء, يالله هل علم هولاء اللاهون كم من شخص خلف الشاشات يحمل مثل هذه المشكلة، وكم من الوجع تسببوا به, هل يعلمون الأمراض النفسية المرتبطة بمثل هذه المشاكل من اكتئاب وقلق وانخفاض الثقة، وأحيانًا الانتحار أين غاب الحس الإنساني البسيط أم هل غفل كل من يعمل في هذا المسلسل عن الأشخاص الذين يملؤون الحياة، وهم يعانون من هذه المشاكل, ولعل المشكلة تتجاوز النقد النفسي لمثل هذا الإنتاج أو النقد الشخصي للقائمين على هذا الإنتاج، ولكن من وجهة نظري أن التجربة السعودية للكوميديا حبيسة لتجارب خليجية محيطة، والتي لاتقل سوءًا وتمتلئ بمثل هذه الإساءات.
أخيرًا إذا تبنينا وجهة النظر القائلة: إن القوالب الكوميدية ما هي إلا نعكاس لواقع المجتمع أي بمعنى أنها مجرد امتداد لأحاديث المجالس والاستراحات، وهنا يظهر لك جليًا عجز هذا الإنتاج عن مغادرة العامية والفكر المسطح.
1
جميل يادكتور