ربما يعتقد البعض للوهلة الأولى أنني سأتحدث هنا عن فيلم سينمائي أو رواية بوليسية ذات أحداث ومشاهد مثيرة، إلا أنني ما عنيته هنا أولئك “المرجفون” في الأرض الهاربون من أهلهم وديارهم إلى جحيم المجهول البائعون لدينهم ووطنهم، الذين ظل سعيهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
خوارج هذا الزمان الذين سلموا عقولهم للشيطان؛ فزين لهم سوء أعمالهم فأضلهم فأصبحوا كالأنعام بل هم أضل سبيلًا، وكل ذلك من أجل سراب وأوهام وأفكار ليس لها أساس من الصحة نعم.. إنهم أولئك “الفاشلون” الهاربون إلى أحضان أعداء الوطن في بعض الدول التي اكتسبت في السنوات الأخيرة إلى جانب شهرتها السياحية شهرة إضافية؛ كونها أصبحت مأوى للفاسدين الهاربين من يد العدالة أو المحكومين في قضايا الفساد المالي والجرائم السياسية !
فقد بات من الملاحظ بشكل غير مسبوق تواجد أعداد كبيرة من هؤلاء الخونة على أراضي تلك الدول مما يُثير تساؤلات عديدة وجدلًا واسعًا حول الأسباب التى تدفع حكوماتها إلى التمسك بتلك العناصر على أراضيها رغم ما تشكله من خطر على الأمن القومى لديهم، قبل العبث بأمن الأخرين لا سيما وأنهم مرتزقة يحاربون ضد أوطانهم بأجندات خارجية، تتولى الإنفاق على الوسائل الإعلامية المرئية منها والمقروءة التي تساعدهم على نشر ضلالاتهم الشيطانية وإسقاط دولهم في وحل الدمار والخراب.
ومما لا شك فيه أننا نحترم قوانين كل تلك الدول، ولا نتدخل في شؤونها الداخلية أو الخارجية لكننا أيضًا نتساءل في ذهول لماذا تحولت تلك الدول في العقود الأخيرة إلى ملاذ لهذه الجماعات الغوغائية؟! ولماذا أصبحت ملجأ للمحكومين في قضايا الفساد والنصب والاحتيال؟! ولماذا لا يطرد أولئك المرتزقة من تلك الدول أو يتم تسليمهم لبلدانهم فى خطوة جادة لمحاربة أيادي الشر والتطرف والفساد؟! خاصة وأنه اتضح مع مرور الأيام أنهم خونة لا يتركون منبرًا إلا ويحرضون من خلاله الشعوب على قادتهم، ولا يسمعون عن جهة مشبوهة تخدمهم إلا وتحالفوا معها ضد حكامهم ومجتمعاتهم التي تنعموا بخيراتها ثم ما لبثوا أن استلوا سكينة الغدر، وطعنوها في ظهرها !
وأخيرًا وبعد كل هذه التساؤلات المشروعة التي نتركها للزمان؛ ليجيب عليها فإنني اجزم كل الجزم بأن غالبية هؤلاء الفارين كانوا ذات يوم يتظاهرون بالإخلاص للوطن وقادته، وشعبه بل إن البعض منهم أقسم على كتاب الله أن يدافع عنهم فوق كل أرض وتحت كل سماء؛ فهل كان ذلك إيمانًا منهم وامتثالًا لما أمر به الله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، أم أنهم كانوا يضمرون لنا في دواخلهم ما لا يظهرونه علانية معتقدين بأننا سوف ننساق وراء أفكارهم المسمومة ونبيع وطننا بكلماتهم المدسوسة، وكأنهم تناسوا أننا ولله الحمد كلنا نقف صفًا واحدًا مع قادتنا حُماة للوطن، ولن نسمح لمثل هؤلاء الخونة أن يقودوا وطننا لسيناريوهات التخريب والتدمير، ولن ننساق وراء أفكارهم التي تهدف فى ظاهرها إلى التقدم والازدهار، وفي باطنها ليست إلا مخططات إجرامية ترمي لإسقاط البلاد فى وحل الفوضى والشتات والدمار.
وخزة قلم:
خونة الأوطان أثبتوا أنهم على استعداد للتحالف حتى مع الشيطان، وبرهنوا على ذلك فكرًا ونهجًا وممارسة في كل مكان !