في عالم يموج بالأزمات الاقـتصادية والتوترات الجيوسياسية، أطلقت المملكة العربية السعودية قبل سنوات رؤيتها للتنمية والإصلاح 2030، بروح قوية مستمدة من حيوية وشباب القيادة المتمثلة في سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبفعل مجموعة مِن المهارات والتنظيم الجيد وحسن إدارة الوقت، وتحديد الأهداف والتخطيط لها بدقة، والتعامل معها بحكمة وتحديد الأولويات والبدائل، والتحلِي بالثقة في النفس في مواجهة التحديات.
وبمرور عدد قليل من السنوات نقلت تلك الرؤية الطموحة المملكة وشعبها إلى مربع النهضة والتطور والقيادة؛ بفضل الاهتمام بأصول صندوق الاستثمارات والمشروعات السكانية، وتعظيم دور القطاع الخاص، وإطلاق برنامج جودة الحياة وتنمية القدرات البشرية.
نجاح رؤية المملكة العربية السعودية 2030 جعلت ولي العهد السعودي، أيقونة عالمية ورمزًا للنجاح؛ حيث فرضت المملكة العربية السعودية بنجاحها الاقتصادي رؤيتها على العشرين الكبار في العالم.
القصة تعود إلى عام 2016، وتحت رعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وبقيادة الأمير محمد بن سلمان عندما تم الإعلان عن رؤية السعودية 2030 لإصلاح الخلل الاقـتصادي والاجتماعي؛ ولكي تتمكن السعودية من مواجهة الصعوبات وتتخطى ما قد ينتظرها من تحديات فوضعت خارطة طريق طويلة الأجل نسبيًا لإصلاح شامل في كافة المحاور، وعلى رأسها الاقـتصادية والاجتماعية والسياحية، والاعتماد على مصادر دخل بديلة عن النفط.
وفي تميُّز واضح حصد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في استطلاعات دولية، الشخصية الأعلى شعبية بين زعماء العالم، وأظهر تفوق شعبية سموه على رؤساء أمريكا وروسيا والصين؛ حيث التميُّز والسعي من أجل رفعة وطنه ونصرة القضايا العربية والإسلامية وسبق في 2017، اختيار سموه الشخصية العالمية الأكثر تأثيرًا (مجلة التايم الأمريكية).. وفي عام 2018 اختياره الشخصية الأكثر تأثيرًا حسب آراء الشباب والشابات في 16 دولة، وفي عام 2022 اختياره الأعلى شعبية بين زعماء العالم مركز Lowy Institute الأسترالي.
وفي رأيي توجد عوامل مهمة جعلت السعودية قبلة للاستثمار في الخليج العربي والشرق الأوسط، وتحقيقها أعلى معدل نمو لمجموعة العشرين، أهمها الإرادة السياسية ممثلة في رغبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على النهوض بالاقـتصاد السعودي لأعلى مستوى، وكذلك نجاح رؤية 2030 التي أطلقت قبل سنوات.
وتستهدف الاستراتيجية الوطنية للاستثمار التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى رفع صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 388 مليار ريال سنويًا، وزيادة الاستثمار المحلي ليصل إلى حوالي 1.7 تريليون ريال سنويًا بحلول عام 2030.
ونؤكد أن رؤية 2030 أحدثت تطورًا مذهلًا في شتى مجالات الحياة بالمملكة سواء اقـتصاديًا أو سياسيًا، وجعلت المملكة تتربع على عرش اقـتصاد الشرق الأوسط وتُمثل محورًا مهمًا لحل مشكلات المنطقة.
ويشهد المواطن السعودي مسيرة عطاء وتنمية، وإنجازات في القطاع الاقـتصادي والصحي والاجتماعي.
وأتوقع ازدهار المملكة العربية السعودية بشكل كبير، خلال العشرين سنة المقبلة، بسبب رؤية المملكة الاقـتصادية 2030، والتي تضمنت خارطة طريق من عدة خطوات، لتحقيق أهداف السعودية في الاقـتصاد والتنمية، خلال سنوات معدودة من خلال تمكين القطاع الخاص، والاستفادة من مواطن القوة في الاقـتصاد والشعب السعودي، وأسهم القطاع الصناعي في المملكة بإضافة أكثر من 340 مليار ريال إلى الناتج المحلي الإجمالي وتنويع مصادر الدخل القومي التي كانت في السابق تعتمد بصورة شبه رئيسة على البترول، والاهتمام بقطاعات المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، ودعم السياحة والاستثمار، ومبادرات حماية البيئة والاقـتصاد الأخضر.
ويُمثل القطاع الصناعي أحد أعمدة رؤية 2030، وتم إطلاق برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية وإنشاء وزارة مستقلة للاهتمام بالقطاع، ما نتج عنه مضاعفة عدد المنشآت الصناعية التي لم يكن يتجاوز عددها 7.206 مصانع أنشئت خلال 42 عامًا، ليقفز عددها بعد انطلاق الرؤية بأكثر من 50% ليصل إلى 10.640 منشأة صناعية في عام 2022، وتستهدف نحو 36 ألف مصنع بحلول عام 2035.
وأتوقع أيضًا أن يشهد الاقـتصاد السعودي انتعاشًا كبيرًا في عام 2024، مدفوعًا بالإصلاحات الاقتصادية والمالية، مستفيدًا من سياسات “أوبك+” لضبط سوق النفط والتي تُمثل المملكة رمانة الميزان فيها، وتخطي الاقـتصاد السعودي سريعًا تداعيات جائحة كورونا، وربما يزيد معدل نمو أكبر اقـتصادات المنطقة (السعودية) عن 5% العام المقبل.
ونجحت رؤية 2030 في تمكين المملكة العربية السعودية من تحقيق إنجاز مهم جدًا في مجال الأمن السيبراني، وهو حصولها على المركز الثاني عالميًا من بين 193 دولة والأولى عربيًا وشرق أوسطيًا بل وعلى مستوى قارة آسيا وفقًا للمؤشر العالمي للأمن السيبراني، والذي يصدر عن وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المعروفة بـ”الاتحاد الدولي للاتصالات”.
كما اهتمت رؤية 2030 بإيجاد استراتيجية وسياسات وخطط واضحة، وحرصت أيضًا على تمكين المرأة وتوافر عملية التدريب والتأهيل للكوادر، وإيجاد بنية تشريعية وقانونية لذلك.
0