انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تخبيب العلاقات الأسرية؛ خاصة بين الأزواج أو تشويه فكرة الزواج، والمؤسف أن من يقوم بالتحريض على بث هذه السموم الفكرية هم رواد التأثير في وسائل التواصل الاجتماعي، والبعض منهم للأسف دخيل على الوسط الإعلامي، ولا يحترم أخلاقيات المهنة..
هؤلاء أشبه بالحيوانات المفترسة ينصبون فخ الشهرة، ويتلذذون بزيادة عدد الضحايا ممن يتابعونهم!
ما أستنكره فعلًا هو كيف لهم أن يتجرؤوا بالحديث عن قضايا “الزواج”، وهو أمر شرعي أباحه الله وحلله لدرء المفاسد والفتن، وجعله الوسيلة الوحيدة السليمة لحفظ النسل وبقائه، وأرسى دعائمه بالمودة والرحمة.
ولقد أوصت شريعتنا الإسلامية كل أنثى بأن تُحسن اختيار الزوج الذي تتوسم فيه ملامح الاستقامة والصلاح والهداية، وجاء في هذا المعنى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الكريم: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه”..
وحثت الشريعة أيضًا الرجال على الزواج؛ حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج”.
أسألكم بالله.. أليس هذا العمل غير الأخلاقي يُعتبر سعيًا في نشر الفساد الاجتماعي وانتزاعًا للحقوق الإنسانية الأسرية؟
أليس من الواجب وضع قوانين صارمة تحمي البيوت المطمئنة من مافيا التدمير والتخريب الأسري؟
بالنسبة لي أُناشد الجهات المعنية مثل مجلس الشورى وهيئة حقوق الإنسان بدراسة ومناقشة الحلول لعلاج هذه الظاهرة التي استفحلت في الآونة الأخيرة، وأصبحت مصدر الخطر والتهديد لاستقرار الحياة الأسرية داخل البيوت، وأرى أنه يجب التفكير بشكل جدي في فرض عقوبات على كل من يساهم أو يحرِّض على نشر الفساد الاجتماعي وتدمير العلاقات الأسرية والزوجية، كتلك التي ظهرت مؤخرًا في وسائل التواصل الاجتماعي متفاخرة بقولها الجريء: “المرأة العاقلة لا تتزوج”!!..
نسأل الله أن يبث السكينة والطمأنينة بين الأزواج، وأن ينعمهم بالمحبة والدفء الأسري.
0