هناك مواهب كثيرة في وطننا الكبير لا ترتبط بالسن بل ترتبط بالملكات التي يجعلها الله في البعض من خلقه وهنا فإن هذه المواهب تتنوع بحسب ما يمتلك الشخص ذكورا كانوا أو إناثا صغارا أو كبارا من الناس العاديين أو من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين اتفق المجتمع في تسميتهم ( ذوي الهمم ) وسبق أن كتبت مقالا عن الشاب الموهوب في الفن التشكيلي عبد الله سند الغامدي من سكان مكة المكرمة عندما أقام معرضه الأول بريشته في لوحاته الفنية وهو أيضاً من ذوي الهمم وبمناسبة شهر رمضان الكريم الذي أنزل فيه القرآن سأقدم لكم موهبة جديدة ولأول مرة يتم تسليط الضوء عليه إنه المعلم المتقاعد خالد بن عبد العزيز الزهراني من محافظة القرى المولود في قرية الحُكمان بمنطقة الباحة وهو أيضا من سكان مكة المكرمة حالياً .
لقد وهبه الله جمال الخط الذي يعتبر أمنية كل متعلم قصته أنه من الصغر يعشق الكتابة ويلم ببعض الخطوط حتى كبر وكبرت معه الموهبة فأصبح يجيد بعض أنواع الخطوط ومنها النسخ والرقعة والديواني وهو لم يتدرب عليها في صغره بل تعلمها بنفسه بمجهوده الذاتي وبالتأكيد فإنه قد اطلع على بعض هذه الأنواع من أنواع الخط العربي بعدما وصل المرحلة الجامعية باقتناء بعض كتب تعليم الخط العربي وفنونه ومع هذا الاطلاع اضطر ليزيد من إتقانها بدخول دورات تدريبية موجهة فأحب هذا الفن وكان يتابع اللوحات الفنية التي تحمل عبارات أو آيات أو أشعار أو حكم مكتوبة بالخط العربي ويتوقف عند مشاهدته لها في المعارض أو في أي مكان تتواجد فيه لوحات فنية بالخط العربي .
الزهراني كان حلمه الأول والأخير أن يكتب القرآن كاملا وحاول البحث بأن يجد كراسا مناسبا لخط سور القرآن الكريم بنفس الطريقة المكتوب بها المصحف الشريف حالياً وظل يبحث حتى وفقه الله فحصل على نسخة مفرغة يمكن تستوعب الخط بحجم ( A4 ) مرقمة الآيات مشابهة لحجم المصحف الكبير حاليا الموجود في المساجد لضعيفي البصر من كبار السن وغيرهم وهذه النسخة المفرغة تتوافق في حجمها مع مصحف مطبعة الملك فهد بالمدينة المنورة ومع صعوبة المساحة اضطر استبدال الكتابة بقلم الخط ١ ملم ليكتب بالقلم العادي بحجم نصف ملم تقريباً وبدأ في مشروعه واستغرق منه الوقت لكتابة المصحف كاملا في ثمانية أشهر إذ كان يكتب بمعدل صفحتين ونصف يوميا بالرسم العثماني وبرواية حفص عن عاصم المتوافقة مع مصحف المدينة المنورة وبعد الانتهاء منه راجعه مرتين للتأكد من ضبط الكلمات والآيات والسور .
الزهراني يتمنى أن يجد جهة رسمية ذات علاقة بمثل هذا المشروع لاعتماد هذا المصحف وعلى أن يقوم مستقبلا برفعه تقنيا لإصدار مصاحف أخرى بجودة أكثر متى ما توفرت له الإمكانات اللازمة وهو يعتز بهذه الموهبة التي آلت به ليكتب القرآن كاملا بيده ونحن بدورنا نقدمه للمجتمع وللجهات المختصة بكتابة المصحف الشريف لتسهيل مهمته هذه التي يفتخر بها ونحن نفتخر به كمواطن سعودي اختار لموهبته ما يرفع منزلته في الدنيا والآخرة ولأن بلادنا ودولتنا تشجع المواهب فالأمل كبير بأن نرى قريبا مصحفا بخط عربي من نتاج قلم خالد الزهراني ويمكن الاستفادة منه في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والله من وراء القصد .
انعطاف قلم :
سعدت كثيرا بمشاهدة المهندس المخترع سعيد أبو رزق الزهراني وهو يشرح لوزير البترول البحريني في أحد المعارض المقامة مؤخراً بالبحرين الشقيقة وسعادتي هذه نابعة من كوني أول من قدمه للإعلام وهو طالب في المرحلة الثانوية من خلال جريدة الشرق الأوسط وقناة روتانا كشاب مبتكر حينها واليوم أصبح علامة مضيئة لشباب المملكة المخترعين يشار له بالبنان نتمنى له التوفيق لخدمة وطنه المملكة العربية السعودية .