يُقصد بالانحراف الفكري الميل عن الاتجاه الصحيح والفطرة السوية التي تدعو إلى الوسطية في كل شيء فلا إفراط ولا تفريط، ونحن هنا بصدد التحدث عن ما هو مطلوب من الأسرة تجاه أبنائها المُغرر بهم والمنحرفين فكريًا عن الاتجاه الصحيح؟
فلا تنتهي مسؤولية الأسرة عن ابنها المنحرف بإبلاغ الجهات الأمنية عنه وتسليمه لهم بل تستمر بعد انقضاء العقوبة وانتهاء المناصحة والإفراج عنه؛ لأن المُلاحظ أن البعض ممن قضوا فترة العقوبة وخضعوا للمناصحة ازدادوا سوءًا بعد ذلك، وتسللوا إلى مناطق الصراع فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر.
ولذلك يجب أن تحمي الأسرة نفسها من المسؤولية المترتبة على أفعال من تظهر عليه علامات الانحراف من أبنائها بتوعيته أولًا ثم إبلاغ الجهات الأمنية على الرقم المجاني المُتاح “990”، وفي ذلك خير للمجتمع وللأسرة وللمنحرف أيضًا؛ فربما يدحر البلاغ شرًّا أكبر وخسارة أعظم ولو لم تقم الأسرة بذلك؛ لكانت أسرة متسترة على المجرم ومشاركة له في الجُرم، ومتواطئة معه في الجريمة.
ولذلك وجب على رب الأسرة تعويد أبنائه على الوسطية في كل شيء، والتعامل معهم بشفافية وأريحية، وتخصيص الوقت للاجتماع بجميع أفراد الأسرة وفتح المجال للحوار الهادئ المفتوح.
كما أنه من فضل الله علينا في هذا الوطن المُبارك وجود الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء تزخر بالعلماء الربانيين الذين ممكن التواصل معهم بكل سهولة ويسر، والاستفسار منهم عن كل ما يجول في الخاطر من شبهات وشكوك، وسيجد المتصل الرد الشافي والكافي -بإذن الله- كما أنه هناك مركز اعتدال ممكن الاتصال به في أي وقت؛ لتوضيح التصرف السليم مع كل شبهة أو أمر تحتار في اختيار التصرف المناسب تجاهه، ولكل من الموقعين منصة ورقم للتواصل بكل يسر وسهولة وسرية تامة.
ختامًا… اللهم أصلح لنا نياتنا وذرياتنا، واحفظ وطننا من كل سوء ومكروه، ودمتم آمنين.
شكراً سعادة اللوء على هذه الكلمات الجميلة والهادفة والمفيدة بإذن الله..زادكم الله علماً وشرفاً ونفع بما تقدمونه في سبيل خدمة الدين والمليك والوطن والمجتمع بكافة أطيافه..