مضى أكثر من ٧٢ ساعة على لقاء الشيخ صالح المغامسي مع المذيع سامي الجابر في برنامج ذات بالقناة السعودية ، ولا زال صدى حديث الشيخ المغامسي عن رغبته في إنشاء (مذهب جديد) حديث وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مقتنع وغير مقتنع بالفكرة، وهذه طبيعة البشر.
غير أن صديقي أبو صلاح طلب مني إبداء الرأي في حديث الشيخ صالح ومذهبه الجديد، وكأن صديقي أبو صلاح من الجماعة الغير مقتنعة بالطرح والغير متقبلة للفكرة، فقلت له: تعلمت منذُ الصغر أن لحوم العلماء مسمومة؛ فاعذرني هذه المرة، وأكتفي ببيان هيئة كبار العلماء حين قالت: “الدعوة إلى إنشاء مذهب فقهي إسلامي جديد تفتقد الموضوعية والواقعية”، قاطعني وقال: ولكن الشيخ جزاه الله خير ليس بعالمٍ!، قلت له: وكيف عرفت؟، قال ألم تطلع على تغريدة الدكتور عبدالله الغذامي حين قال: “لقد درس عندي في الماجستير (نظرية الأدب) وكان على درجة لافتة في قاعة الحوار عن النظريات والمفاهيم الدقيقة..”، قلت له: بلى اطلعت عليها، قال: “ركزت في عبارة “فكرة المذهب الفقهي الجديد قوية” قلت نعم ولكنه قال: “مؤهلات المغامسي أيضًا متينةٌ وعقليته المعرفية عميقة”. لا تقتص من كلام الأديب الغذامي وتترك الباقي. قال لا تشخصنها معي إذا ما تبغى تقول رأيك بكيفك.
قلت لعله من خلال دراسة النظرية يأتي بنظرية مذهبية جديدة، قال ياخي مو عارف يكتب تغريدة تبغاه يأتي بمذهب جديد؟!
قلت يا أبو صلاح أتركك من الحوار البيزنطي، ودعك من تصريح الشيخ صالح وأنا وأنت لم نصل لمرحلة الحديث عن المذاهب والتعليق على كلام الدعاة والمشائخ، فلا تكن من الحساد الذين عناهم الشيخ في اللقاء. دعني أُحدثك عن تجربة شخصية لي قبل ثلاثة عقود من الآن، فكرت في استثمار الوقت وحفظ أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبدأت وقتها بالأحاديث القصيرة وأقتنيت كتاب الأربعون النووية للإمام النووي، وحفظ أحاديث متفرقة، استغرقت مني وقتًا، وكنت أستشهد بها، وإذا بمن هو أعلم مني يقول: هذا الحديث ضعيف، وآخر يقول الحديث موضوع وآخر مشكوك في سنده وهذا لم يثبت عن رسول الله… إلخ. فقلت،”بيضيع وقتك يا عبدالله ولم تستفيد شيء” فتركت الحفظ وقتها، قال أثاريك عالم يا أبو أحمد؟، قلت عالم في الكبدة، هيا نروح نتعشى كبدة حاشي وخلك من المذهب الجديد، قال: يالله وأفتكيت من جدله.
1
بوركت أيها الكاتب الإعلامي المستنير؛وبورك عطاؤك الشهي الجذاب؛ وتناولات قلمك الحصيف الظريف🌷