المقالات

كيف غيَّر الإسلام حياتي؟

(كيف غيَّر الإسلام حياتي؟) كتاب للألمانية المعروفة “كريستيان باكر” المذيعة السابقة في القناة الموسيقية الأوروبية العالمية (إم تي في) وفيه تروي تجربتها مع الإسلام، وكيف أن الإسلام غيَّر حياتها تمامًا.
وعلى الرغم من أنها كانت من أكثر المذيعات شهرة! ولديها كل ما تتمناه! إلا أنها كانت – كما تقول- تشعر بفراغ كبير من الداخل، وبعد دخولها الإسلام أدركت أن من يسد ذلك الفراغ هو الله وحده، وبينت أن تجربتها الغنية مع الإعلام والشهرة، وكل تلك الأضواء التي عاشتها، لم تجلب لها الرضا والسعادة، وأن اعتناقها الإسلام في العام 1995م هو الذي أوصلها إلى حالة الرضا والاستقرار النفسي، وبيَّنت كيف أن الإيمان الداخلي لعب دورًا أساسيًا في حياتها، وكانت قبل ذلك لا تعرف عن الإسلام سوى أنه مجرد دين له أتباع، وله كتابٌ قديمٌ تُضْطهد فيه المرأة.
تقول في البداية: إنها بدأت تسأل عن الإسلام، وقرأت كثيرًا من الكتب عنه، وقابلت كثيرًا من المسلمين في البلدان الإسلامية التي سافرت إليها، وذكرت أنها لاحظت أنّ الأوروبيين رغم الظروف المعيشية الممتازة التي يعيشونها، والحريات والحقوق التي يتمتعون بها، إلا أنها لم تجد لديهم ما وجدته لدى الشعوب المسلمة من سعادةٍ نفسية، ورضا داخلي.
وذكرت أنها شعرت بعظمة الإسلام عند زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة أثناء أدائها شعيرة الحج، وبيَّنت أن أكثر الأشياء التي أثّرت فيها كانت مشاهدة الكعبة الشريفة والطائفين حولها من جميع الأجناس، وجميعهم سواسية أمام الله، وأضافت أن لديها الرغبة الشديدة لتكرار هذه التجربة الروحانية مرة أخرى.
وحول موقف أسرتها من إسلامها قالت: إنهم في البداية لم يتفهموا ما تقوم به، وبعد الحوار معهم ومناقشتهم توصلوا إلى حقيقةٍ واضحة، وهي أنني سعيدة بما أعمله، فتقبّلوا موقفي لدرجة أنهم توقفوا عن تقديم لحم الخنزير والكحول في الموائد التي تقدم في المنزل على اعتبار أنها مُحرمة عند المسلمين.
وأشارت “كريستيان” إلى أنها بعد اعتناقها الإسلام تعيّن عليها أن تواجه الكثير من الحملات العنصرية ضدها في وسائل الإعلام، والتي أدت في النهاية إلى فقدانها وظيفتها، إضافة إلى احتمالِ فقدان أصدقائها، غير أن كثيرًا منهم سرعان ما تفهموا الأمر وتقبلوها.
وقد جعلتها ردةُ الفعل العنيفة التي واجهتها تتمنى أن تتمكن من بيان الصورة الصحيحة عن الإسلام عند غير المسلمين، إسلام العدالة والإحسان، ومجادلة الآخرين بالتي هي أحسن.
و”كريستيان باكر” تُعتبر نموذجًا من نماذج من النساء الأوروبيات غير المسلمات اللواتي انجذبن إلى الإسلام عن قناعة وإيمان، لدرجة أنهنَّ أصبحنَ يدافعن عن الإسلام، ويقمْنَ بتصحيح المفاهيم والمغالطات السائدة تجاه الإسلام والمسلمين في الغرب.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى