كانت الثقة التي أولاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- لسمو الأمير محمد بن سلمان بتعيينه وليًا للعهد، وتعزيز تلك الثقة ببيعة الشعب السعودي الكريم له في السادس والعشرين من رمضان عام 1438هـ الموافق 21 يونيو 2017م؛ بمثابة مرحلة جديدة في الصعود السعودي نحو القمة، وهو ما أعطى سموه دفعة جديدة في انطلاقته الكبرى بكل ثقة واقتدار نحو بناء هذا الوطن الذي نعشقه على أسس متينة، لتصنع من المملكة قوة استراتيجية اقتصادية وسياسية وعسكرية متميزة على الصعيدين الإقليمي والدولي، والقيام بالعديد من الإصلاحات التي اختصرت الزمن وحققت العديد من الإنجازات في فترة زمنية قياسية، تلك الإنجازات التي يفخر بها المواطن في كافة أرجاء الوطن، والتي رفعت اسم المملكة عاليًا في المحافل الدولية، وبما وضع المملكة في مقدمة الدول الناشئة التي أصبحت تتبوأ مكانة بارزة على الخريطة الدولية.
لقد أثبت سموه خلال السنوات القليلة الماضية أنه رجل التحدي ورجل المهام الصعبة، ولعل أكثر كلماته تجسيدًا لهذا الطموح وذلك الإصرار قوله: “طموحنا أن نبني وطنًا أكثر ازدهارًا يجد فيه كل مواطن ما يتمناه”؛ فقد سعى سموه لترجمة هذه الكلمات إلى أرض الواقع منذ تسلمه المسؤولية، وبينما تحل ذكرى البيعة السادسة لولي العهد؛ فإن إنجازات سموه ورؤيته الثاقبة، تؤكد أن قرار خادم الحرمين الشريفين الذي دعمته هيئة البيعة منذ ستة أعوام، كان ذا رؤية مستقبلية لخدمة المصلحة الوطنية.
ولابد من التنويه هنا إلى أنه منذ بيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ وليًا للعهد سطر سموه تاريخًا جديدًا لمسيرة المملكة العربية السعودية الحافلة بالإنجاز والعطاء. إذ إن ما قدمه يكشف حجم العمل الحقيقي والمتواصل في القطاعات كافة؛ سعيًا للوصول إلى تحقيق المنجزات على أرض الواقع، والإيفاء بوعده للمواطنين، واليوم ونحن نعيش هذه الذكرى الغالية تشهد المملكة تطورًا كبيرًا في مختلف المجالات، حافلة بالإنجازات على مختلف الأصعدة التعليمية والثقافية والاجتماعية والصحية والاقتصادية، فقد شهدت هذه السنوات تحولات نوعية أكدت من خلالها، ومن خلال رؤية 2030 أن سمو ولي العهد ربح الرهان عندما اعتمد على أبناء هذا الوطن في تحقيق أهداف رؤيته الشاملة، التي أصبحت حقيقة على أرض الواقع بعد أن تحقق العديد من أهدافها التي تسعى إلى رفاهية المواطن وإسعاده، ونقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة بعد أن أصبحت دولة رائدة في مجموعة العشرين.
لقد وضع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -عبر جهوده التي لا تتوقف- المملكة في مكانتها اللائقة بين دول العالم المتقدم، ووضع لها شخصيتها المستقلة من خلال تعزيز عوامل القوة في سياستها الخارجية المتوازنة والفاعلة والعمل من أجل تحقيق مصالحها الوطنية بالدرجة الأولى وفوق كل اعتبار.
ومعلوم أنه منذ إطلاق رؤية 2030، حققت المملكة تقدمًا ملموسًا في ملفات كثيرة، منها مواجهة تحديات البيئة، إدراكًا لمسؤوليتها الملقاة على عاتقها في المنطقة والعالم تجاه مكافحة تداعيات التغير المناخي السلبية، وذلك عبر مبادرات كثيرة، أطلقتها المملكة وبدأت تنفيذها، مثل مبادرة السعودية الخضراء، التي تُمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق تطلعات المملكة نحو بيئة خالية من الانبعاثات الكربونية التي تهدد مستقبل الأرض.
ولا شك أن جائحة كورونا شكلت عائقًا أمام رؤية 2030، لكن بالرغم من ذلك، وبشكل نسبي مع أعضاء مجموعة العشرين، كانت المملكة أحد أفضل 10 دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا في مجموعة العشرين.
وكانت المرأة السعودية في السابق لا تستطيع السفر بدون تصريح، ولا تستطيع حضور المناسبات الرياضية والثقافية، ولا تستطيع قيادة السيارة، ولا تستطيع ممارسة الكثير من الأعمال، ولا تستطيع إنهاء قضاياها دون محرم، وقد عانت من ذلك لعشرات السنين، أما اليوم، وفي ظل هذا العهد الميمون- تعيش المرأة السعودية مرحلة تمكين غير مسبوقة. فلقد تحسنت أوضاعها في مجال العمل والأحوال الشخصية، وباتت اليوم فعليًا شريكًا للرجل السعودي في تنمية وطننا جميعًا دون تفرقة. ولم يقتصر الأمرعلى قيادتها السيارة فقط، فقد أصبحت تشارك الرجل في قيادة التنمية في وطنها بالمعنى الأشمل.
لعلّ من خلال قراءة إنجازات سمو ولي العهد في شتى المجالات، أن لا يُستغرب أن أطلق عليه من قِبَل مجلّة ذي إيكونوميست اللندنيّة “القويّ وراء عرش والده”.
اليوم والشعب السعودي النبيل يجدد البيعة لسمو ولي العهد، يحق للمملكة أن تفخر بولي عهدها وهي تجني ثمار رؤيته الثاقبة متمثلًا في اقتصاد قوي متجدد، ومصادر دخل لا تعتمد على النفط، وسياسة خارجية تقف بالمرصاد، ضد أي جهة تهدد أمن وسلامة البلاد والعباد، وحياة اجتماعية راسخة، يتمتع فيها الجميع بالحرية والرفاهية.. لهذا، فاليوم نحن – الشعب السعودي – سعداء بولي العهد، وسعداء برؤيته الطموحة، ونعاهد ولاة الأمر على الولاء والطاعة، من أجل وطن -أعزه الله- بالإسلام، وأكرمه بالأمن والاستقرار.
0