المقالات

سمو #ولي_العهد .. ذكرى البيعة وتمكين المرأة

تُعد السنوات الست الماضية، مرحلةً مفصلية في تاريخ المرأة السعودية في العصر الحديث، وعبر كل العصور إن شئنا الدقة؛ فمنذ تولي سمو الأمير محمد بن سلمان هذا المنصب، وهَنْدسَ رؤية طموحًا، هي «رؤية المملكة 2030»، التي تولى إطلاقها بنفسه، وترتيب أولوياتها وبيان أهدافها، والمملكة كلها تحوز إنجازات متعددة ومتوالية، أهَّلتها لأن تقود محيطها العربي، وتدخل ضمن الدول الكبرى؛ تُشارك في رسم خطط المستقبل للبشرية، وتؤثر في السياسات الدولية، وتحتكر مؤشرات التنمية، وبيانات النجاح.
وقد انعكست تلك النجاحات على قطاعات المملكة كلها، وحازت النساء نصيب الأسد من هذا الإنجاز وتلك النجاحات.
لقد استطاعت المرأة في السنوات الست الماضية أن تتقدَّم بخطوات متسارعة وثابتة باتجاه المشاركة الفعلية في نهضة بلادها، بدءًا من السماح لها بقيادة سيارتها دون شروط، ومن غير أدنى تفضيل للرجال، فارتاحت شوارع المملكة وطرقاتها الرئيسة من سائقين بالآلاف من جنسيات أخرى لا يحسنون القيادة، ولا يؤتمن بعضهم على ما يحمله من أمانة!
أما على صعيد حقوق الإنسان، فالحديث يطول؛ فقد صنفت المنظمات العالمية المملكة بوصفها في مقدمة الدول التي سنَّت قوانين تمنع الإساءة بالمرأة، والتحرش، وتحارب التمييز ضدها، وتدعم حقوقها، وليس أدلَّ على ذلك من تعيين 13 امرأة سعودية ضمن هيئة حقوق الإنسان، وهو ما يُمثل نصف عدد أعضاء هذا المجلس المهم في الدفاع عن حقوق الإنسان، وليس انتهاءً بتعيين هلا التويجري رئيسة للهيئة كلها.. جاء ذلك متسقًا مع مقولة سمو الأمير محمد بن سلمان: “أنا أدعم السعودية، ونصف السعودية من النساء؛ لذا أنا أدعم النساء”!
ومن الجهة الرياضية، فقد أُلزمت الأندية بوجود فريق نسائي، وأقيم الماراثون في الأحساء (الحسا تركض)، وشاركت فيه للمرة الأولى في تاريخ البلاد، 1500 من النساء السعوديات، وفازت به مزنة نصار، ثم أول دوري في الشطرنج للنساء، وفازت به داليا السميري ومنار مليباري ودينا إسحاق ليسافرن إلى جورجيا بحثًا عن نصر سعودي جديد، واستطاعت حسناء الحماد الحصول على ميدالية فضية في المبارزة، وأمجاد العمري حصدت البطولة الأولى للكارتنج، وتحصلت دونا الغامدي على أربع ميداليات في الملاكمة، إلى غيرها من الإنجازات الرياضية للمرأة في المملكة.
وفي المجال الدبلوماسي والسياسي وتصريف شؤون البلاد، تتولى ريم بنت بندر سفارة المملكة في أهم الدول الحليفة (الولايات المتحدة الأميركية) وتتسنم رأس المسؤولية، وكذلك آمال يحيى المعلمي التي عُينت سفيرة المملكة لدى النرويج، وزادت نسبة المقاعد المخصصة للنساء في مجلس الشورى، وتتولى خلود الخميس أمانة منطقة تبوك، والشيهانة بنت صالح نائبًا للأمين العام لمجلس الوزراء السعودي، والأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود بن خالد آل سعود نائبًا لوزير السياحة، والدكتورة حنان بنت عبد الرحيم بن مطلق الأحمدي، مساعدًا لرئيس مجلس الشورى، وفي كل سلك دبلوماسي، أو حقيبة وزارية نساء يعملن، ويجتهدن، لإثبات أنهن جديرات بهذه المسؤولية.
وفي مجال المعاملات وتيسير الحياة، سُمح للمرأة بمزاولة عملها التجاري وحدها، ودون معوقات، كما تُرك لها الاستفادة كما تشاء من الدعم الحكومي دون طلب موافقة أي أحد، ولها أن تسافر متى شاءت وكيف شاءت دون أي مرافقة، وتم رفع أجور النساء، ومساواتهن بالرجال دون تفرقة، والسماح لهن بامتياز ألا يُفصلن أثناء الحمل، وألا يُنتقص من رواتبهن في الوضع، وتوحيد سن التقاعد للجنسين.
وفي النسق العسكري، عملت المرأة في أمن الجمارك، وانتقلت من المكاتب الخلفية إلى العمل الميداني، وتلقي الدورات والانتدابات، والإسهام في رقي البلاد، بالضرب على يد الخارجين عن القانون، ومراقبة النشاط المشبوه لمدخلي المواد المخدرة، وأمن الطرق، وأعمال الدفاع المدني، والأعمال المساندة، والأمن العام، وخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزائرين، وفي حراسة الحدود، ونقل السجناء، والتأهيل، والتفتيش.
كل هذا النجاح، الذي انعكست بشائره وظهرت ملامحه وتحقق وجوده، وسمو الأمير محمد بن سلمان يقول: “نؤمن أن لدى النساء حقوقًا في الإسلام لم يحصلن عليها بعد”، ما يفتح الباب لمزيد من التمكين، ويجعل تجديد البيعة، في هذه الأيام الرمضانية، تحصيل حاصل، وأقل من رد الجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى