تمرُّ علينا في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم الذكرى السادسة لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وليًا للعهد في وطننا الغالي المملكة العربية السعودية، وهي ذكرى جميلة وغالية جدًا في قلب كل مواطن من أبناء هذا الوطن المعطاء، شهدنا فيها بل شهد العالم كله كيف تحول ليس الإعلام المحلي وحده بل كل وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية للحديث عن المملكة والتنمية التي شهدتها وتشهدها في كل الجوانب الحياتية الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية وللحديث عن قيادتها الرشيدة؛ ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده؛ فلقد أصبح سمو ولي العهد خلال هذه السنوات الست هو الشغل الشاغل للكثير من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والرقمية وبمختلف اللغات؛
فيتحدث الإعلام عما أحدثه سموه في الجانب المحلي من إعادة وطننا الغالي للإسلام المعتدل والوسطي والمتسامح، والذي كما ذكر سموه كنا عليه قبل نحو 40 عامًا، ومحاربة التشدد والتطرف والإرهاب بكل أساليبه، والذي ساد بكل أسف خلال تلك الفترة في العديد من دول العالم ومنها المملكة، وكذلك الاهتمام بالمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة من توسعة للحرمين الشريفين كما تم تسهيل الوصول للمملكة للحج أو للعمرة أو للزيارة، وألغيت الكثير من إجراءات التأشيرة والمفروضة على كل القادمين للمملكة، والتي قد يكون بعضها عائقًا لوصول ضيوف الرحمن وأدائهم شعائرهم الإيمانية بكل يسر وسهولة وفي المواعيد المحددة؛ لذلك كما تحدثت وسائل الإعلام عن المسابقات في جودة الصوت في تلاوة القرآن الكريم وحفظه وأجمل الأصوات في أداء الأذان، وهي مسابقات خصص لها جوائز مادية هي الأكبر والأكثر عالميًا، وتشمل هذه المسابقات كل الكرة الأرضية؛ وحيث ما يكون هناك مواطن مسلم، وتقام في شهر رمضان المبارك وفي مكة المكرمة.
وعلى المستوى المحلي أعلنت الرؤية 2030، والتي شملت برامج ومشاريع عملاقة بل تعد الأولى من نوعها عالميًا، وفي كل مناطق وطننا الغالي الثلاثة عشرة كنيوم في الشمال والقدية والدرعية في الوسط والبحر الأحمر في الغرب، والسودة في الجنوب والجزر الخليجية في الشرق وغيرها الكثير كما شملت تغيرات اجتماعية، وأوجدت تنظيمات مهمة كتمكين المرأة وقانون التحرش والتطورات العديدة في الجوانب الثقافية والرياضية والسياحية والترفيهية؛ حيث أسندت هذه المجالات لهيئات ووزارات مستقلة بعد أن كانت إدارات تنضوي ضمن مؤسسات ووزارات متعددة.
وفي مجالات المؤسسات الخدمية كالتعليم والصحة والطرق تم دراسة تحسين الخدمات في هذه المجالات وغيرها، وأحدث الكثير من التنظيمات الجديدة التي تخدم المواطن والوطن، وخصوصًا في مجالي التعليم والعلاج، ولا ننسى جهود سموه الكريم في محاربة الفساد والفاسدين سعوديين أو مقيمين مهما كانت مراكزهم الاجتماعية والمالية؛ إذ الجميع أمام الشرع سواء، وقد نجحت السلطات المختصة في القبض على عدد كبير منهم ومحاكمتهم وتطبيق الأنظمة والقوانين بحقهم.
وفي الجانب الخارجي انفتحت المملكة على دول العالم، وأصبح لها علاقات متوازنة مع الشرق والغرب، وأصبح لها كلمتها المسموعة، وتحولت بلادنا إلى قبلة لاستقبال الكثير من زعماء العالم كما استضافت ونظمت المملكة مؤتمر قمة العشرين، وعقد فيها عدد من مؤتمرات القمة بحضور الرئيس الأمريكي، وأخرى بحضور الرئيس الصيني، وغير ذلك الكثير مما قد لا يتسع المجال للحديث عنه.