ونحن على مشارف ختام أيام هذا الشهر الفضيل؛ تمر بنا الذكرى السادسة لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد -حفظه الله-، وهو عرَّاب الرؤية وصانع التغيير الذي بلغ صداه أقصى بقاع الدنيا، فقد رسم سموه مستقبل وطن لا يقبل مكانًا دون القمة، ويمشى بخطوات واثقة نحو التغيير فحلق بمجد شعبه فوق هام السحب، وتشهد المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين حراكًا تنمويًا كبيرًا، يؤكد الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة واستشرافها وقراءتها للمستقبل بما يتحقق على أرض الواقع، وأثبتت للجميع بكل وضوح ريادتها وموقعها بين دول العالم باعتمادها على الله أولًا ثم بحكمة قيادتها ووفاء شعبها الأصيل.
ولقد زار سمو ولي العهد الكثير من بلدان العالم؛ وبخاصة الدولى الكبرى وقابل قياداتها ورموز مجتمعاتها فعكست زياراته حضوره الملفت وشخصيته التي أثارت إعجاب الشرق ودهشة الغرب، وقد تجسّدت تلك الأهمية من خلال التغطية والاهتمام الإعلامي الكبير لزيارات ولي العهد؛ فتصدرت صور سموه الكريم الصفحات الأولى في كبريات الصحف العالمية ومن بينها مجلة “TIME” الأمريكية، وهي المجلة الأوسع انتشارًا في العالم. كما أبدى الكثير من قيادات ورموز تلك الدول عن إعجابهم بشخصية سموه الكريم، وأكدوا ثقتهم أن مستقبل السعودية والمنطقة يعتمد على نجاح الأمير محمد بن سلمان في مسعاه، وأكدوا أن سموه أظهر عمليًا عزمه على قيادة السعودية في اتجاه أكثر انفتاحًا كما ذكرت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الأمريكية، ومن بينها وكالة “بلومبرج” أن سمو ولي العهد يُعتبر أكثر الزعماء الأجانب المؤثرين الذين زاروا الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأربعة عقود الأخيرة.
وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الدولية المعاصرة بين الشرق والغرب صراعًا في التحكم على النفوذ أو تحديد الإطار التي تسير فيه هذه العلاقات، وتأتي المملكة العربية السعودية من ضمن هذه القوى كقوة سياسية لها وزنها الدولي وكقوة اقتصادية من ضمن القوى العشرين عالميًا أو كقوة دينية لها مكانتها في العالمين العربي والإسلامي باعتبار إشرافها على الحرمين الشريفين.
ومن هذا المنطلق فقد انتهجت المملكة مبدأ التوازن في علاقاتها الدولية بعد أن كانت الكفة تميل لجانب العلاقات السعودية مع بعض الدول لعقود طويلة؛ فوثقت علاقاتها مع الصين وروسيا بل وحتى العلاقات مع إيران الجار اللدود؛ ليثبت ذلك الأمر قدرة صانع القرار على تحقيق أقصى درجات الاستفادة من تنوع تلك العلاقات وترسيخ مفاهيمها، والنتائج المتوخاة من امتداد تلك العلاقات.
وأخيرًا لا يمكن أن ننسى اتخاذ سموه منهجًا في مكافحة الفساد بدأه بترسيخ قيم النزاهة والأمانة والموضوعية والحياد والشفافية للضرب بيد من حديد؛ لردع المتنفذين الذين قادتهم أطماعهم للاستيلاء على ما ليس لهم بغير وجه حق، فحققت المملكة بفضل الله مراكز متقدمة بين دول العالم في مجال مكافحة الفساد.
دعوة:
اللهم في هذه الأيام المباركة احفظ المملكة العربية السعودية ملكًا وولي عهدًا وحكومة وشعبًا من كل مكروه وسائر المسلمين.
——‐———-
عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة العامة.