المقالات

السادسة والوطن يتصدَّرُ المنافسة

من أجلِّ وأعظم النعم، أن يهيئ الله للبلاد قادةً عظماء، ويصطفي لها من خلقه أئمةً أمناء، أقوياء الشكائم، أشداء العزائم، يحكمون بالشرع ويقيمون الحدود، ويرسون دعائم الأمن ويؤمِّنون الحدود. وقد اصطفى لهذه الأرض، من بين خلقه آل السعود؛ فمكَّن لكبيرهم السلطان والملك، وأضاء لصغيرهم المسالك الحُلْك.
وحَّدَ عبدالعزيز الأرض تحت سلطانه، وامتدَّ النماء حتى سطَّر محمَّد بن سلمان نصَّهُ وعنوانه. فكان يوم بيعته يوم عيد؛ ألبس فيه الوطن رداءه الجديد، بدأ بالحرب على الفساد؛ لأنه وباءٌ على البلاد والعباد، ثم التفت إلى الأمن فوطَّده، والذَّود عن الحدود فشدَّده، ثمَّ جمع حوله الأصدقاء، وأخضع رقاب جبابرة الأعداء، فسعى الكلُّ يخطب منه الوُّد، ومن صدَّ منهم قوبل بالصد؛ فلم يجد أمامه إلا أن يبادر ذليلًا صاغرا، تاركًا كرسي كِبريائهِ شاغرا.
ثم اطَّلَعََ سموه إلى شأن البلاد، فسعى إلى رفع سقف الاقتصاد، ووجَّه بفتح أبواب كلِّ الموارد المتاحة، والعمل بجدٍّ، دونما كلَلٍ، أو ملَلٍ، أو راحة. وما هي غير بضع سنوات، حتى تمَّ تدارُك الذي فات، وأصبحت المملكة محطَّ الأنظار، ومثار إعجاب الصغار قبل الكبار، والدليل الذي يُهتَدَى به والمنار. ولا زال في رؤية سموِّه مما سُطِّرَ ولم يظهر، ما سيكون له ظهوره المبهِر.
واليوم نحتفي ببيعته وذكراها، ورؤيته لم تبلغ بَعْدُ منتهاها، فحلّق بنا يا ولي عهدنا كلَّ عام، وسِر بشعبك قُدُمًا وسط الزحام، بروح شبابك التي تَفَتَّقَتْ، ومقدار طموحاتك التي ارتسمت، وحجم أحلامك التي تحقَّقت.
هنيئًا لبلادٍ أنت قائدها، ونهضةٍ أنت رائدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى