المقالات

شكرًا جنود الحرم

بمشاهد مُهيبة تملأ القلب رهبة وعزًّا.. هي صورة من أعظم الصور التي يمكن للمرء أن يراها في حياته، لرحاب خير أرض يجتمع فيها أكثر من مليونين ونصف مصلٍ لأداء صلاة واحدة في خير أشهر العام، لتجتمع روحانية الزمان والمكان التي تصل لكل من يراها حتى عبر الأثير..
كلما نظرنا إلى تلك الصورة نبتهل حمدًا وشكرًا على هذه الحياة النابضة التي لا تتوقف عن الحرمين الشريفين، وخاصة بعد أن رأيناها صورًا خاوية لا حياة فيها حينما خيّم غمام جائحة الكورونا فوق سماء العالم قبل عامين لنبكي الشوق واللهفة للروحانية التي افتقدناها.
​إن مَن يسيرُ في رحاب الحرم يرى التنظيم العالي الذي تشهده أورقة الحرم في كل مساراته وطرقه، و الجهود الجبارة التي تبذها الحكومة السعودية في خدمة ضيوف الحرم، وتيسيير كافة الخدمات من أجل أن ينعموا بأعلى مراتب الراحة والطمأنينة أثناء أداء مناسكهم.
فلا نكاد نلتفت صوب زاوية حتى نجد تلك القوى البشرية المؤهلة لخدمة ضيوف الرحمن، فمنهم من يوُجِه ومنهم من يساند، ومنهم من يُنظم حركة السير، وتلك السلالم التي تساعدك على الصعود إلى سطوح الحرم بسلامة وسهولة. ورغم مساحة الواسعة الحرم فيستحيل أن تَضيع فيه، و لو أضعتَ الطريق خطوة فإنك ستجد من يمسك بيدك ويعيدك إلى الطريق الذي فقدته لتصل بيسر وأمان إلى وجهتك.
وليس للتعب مكان أثناء أداء المناسك، فتلك العربات المجهزة منتشرة في رحاب الحرم لتساعدك على الطواف والسعي، وماء زمزم يرويك في أي مكان كنت بعذب زلاله الذي لن تجتهد في البحث عنه فهو أقرب إليك من مدى النظر.
ورغم الأفواج العظيمة التي تتوافد على الحرم ليلًا ونهارًا، ستبهرك تلك النظافة، وذلك اللمعان و العبق الروحاني الذي يستحيل أن تجده في أرض من هذا العالم بتلك النظافة وتلك الروائح العطرة وكأنك أول من يدخل المكان، وستجده أيما لحظة دخلت فيها الحرم على مدى 24 ساعة، إنها النور الذي لا ينطفئ والقلب الذي لا ينام.
لقد حملت المملكة العربية السعودية على عاتقها خدمة الحرمين الشريفين وهي لم تتهاون أو تتراخى لحظة من بذل كافة جهودها في السبل خدمة ضيوف الحرمين الشريفين وها نحن نرى ما وعدت به في رؤيتها امتدادًا لواقع لا نجهله: “نحن لا ندخر وسعًا في بذل كل جهد وتوفير كل ما يلبي احتياجات ضيوف الرحمن ويحقق تطلعاتهم، ونؤمن بأن علينا أن نضاعف جهودنا لنبقى رمزًا لكرم الضيافة وحسن الوفادة”.
بارك الله لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله- جهودهما، وجزاهما عنا وعن الإسلام والمسلمين كل خير، وأدام الله على بلاد الحرمين الشريفين أمنها وأمانها وعزّها ورخائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى