ست سنوات قطعها الوطن من طريق المستقبل، امتلأت بالخطط، وازدهرت بالإنجازات، مرحلة من مراحل النماء، استعد فيها الوطن لقرع بوابة المستقبل الموعود، فعندما وضع المواطن يده في يد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مبايعًا، كان يضع معها ثقته التي امتزجت بقناعته التامة، بأن ربان السفينة سيمخر بها عباب الحاضر؛ ليصل بها ضفاف المستقبل.
أطلق ولي العهد، العهد بالتجديد، والعهد بالتطوير، والعهد بتحديث الأنظمة، وإعادة التوازن الطبيعي بين متطلبات العصر وإمكانات الوطن وموارده، فقاد – حفظه الله- أكبر وأجرأ حملة تطهير للفساد شملت كل تضاريس ومفاصل القطاعين العام والخاص، استردت خزينة الدولة مليارات الريالات، وملايين الأمتار المغتصبة من تراب الوطن الغالي، حارب الفساد وطاردت العدالة الفاسدين، حتى أضحى الوطن وممتلكاته من الآمنين.
بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وبحنكة سمو ولي العهد، أميط عن مكتسبات الوطن ومقدراته السياحية غطاء الزمن وركام الفكر المنغلق، فبحثت السعودية عن موقعها على خريطة السياحة العالمية، لتجد أنها تمتلك ما لا يملكه الآخرون من مقومات سياحية، قادرة على تأسيس فكر سياحي متطور، ليقود صناعة السياحة السعودية.
اهتم – حفظه الله- بنصف المجتمع فقاد أيضًا توجهًا حقيقيًا وفاعلًا في تمكين المرأة السعودية من الوفاء بدين الوطن، فأخذت مكانها معززة مكرمة على قاطرة المستقبل تمارس مسؤولياتها في هياكل الدولة الحكومية منها والخاصة، كما كان من أهم أهداف الرؤية الوطنية التي اختطها سمو ولي العهد-حفظه الله- العمل على عدم الاعتماد على الصادرات البترولية، وإنشاء قنوات اقتصادية من شأنها الإسهام في ديمومة رفد هياكل الاقتصاد الوطني، فتوسعت دوائر الاستثمارات في صندوق الاستثمارات الوطني، بدعم وتمويل غير مسبوقين في كل الاتجاهات الاستثمارية؛ ليحقق عائدًا استثماريًا أهله ليكون من الصناديق السيادية العالمية المرموقة.
مضت المملكة قدمًا في كل المجالات، وكل الاتجاهات، لتصنع لها مكانًا يليق بوطن أبى إلا أن يكون صانعًا للمستقبل، فأضحت السعودية اليوم رقمًا صحيحًا في كل معادلة دولية.
اقتصادنا صلب رغم كل العواصف التي اجتاحت العالم، نجحنا باقتدار في تخطي جائحة كورونا، واستطعنا أن نكون مغناطيس بوصلة ( OPEC ) بعد أن اكتسبنا ثقة الدول المنتجة للنفط العالمي، حافظنا على حدود بلادنا بسواعد أبطالنا، ولم يستطع الحاقدون النيل من همتنا وحزمنا وإصرارنا على تحقيق رؤيتنا، لم نلتفت إلى كل صوت يحمل نبرة العداء، ومضينا نمتطي صهوة الزمن لنبلغ ناصية المستقبل، قادنا إلى ذلك ملك اعتمر قلبه حب الوطن، وسكن الشعب فؤاده بادلناه حبًا بحب، بايعناه وأفئدتنا تغمرها الثقة برشد قيادته -حفظه الله-، فأهدى الوطن وليًا للعهد شابًا يمتلك خبرة الشيوخ وحكمة الحكماء وشجاعة الأبطال، وفكر الرواد، يقود رحلة الرؤية الوطنية التي ستفتح للوطن أبواب المستقبل، حفظهما الله وأمدهما المولى بالنصر والتمكين، وحفظ الله أمن الوطن وشعبه.
0