الحمد لله الذي جعلنا مسلمين ونحمده الذي أعزنا بديننا، واصطفانا كشعب سعودي لخدمة ورعاية ضيوفه، ونثني عليه ونجلّه ونقدّره أن وهبنا “قادةً” هم القوة المحركة التي تعزنا بعد الله سبحانه تعالى؛ فرحم الله عبد العزيز الأب الموّحد الذي سار على “جُرّة” خُطاه أبناؤه من بعده: سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله، وسلمان الذين لم يتوانوا عن خدمة بيتيّ الله متوكلين على خالقهم ثم مستعينين بشعبهم الذي يبادلهم الوفاء والاحترام.
فرحم الله من اجتهد وغادر هذه الحياة، ولخالقنا نرفع أكف التضرع صلاةً نرجو فيها أن ينصر خادم بيتيه والدنا سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وألسنتنا تلهج بالدعاء والمناجاة للخالق “الكريم”، بأن يبارك لنا في جهود ولي عهده قائد نهضتنا و”طويقنا” الذي نأوي إليه، مع النظر إليه بكل شموخ وجلالة وكأن في أعلاه قبسًا، لا يفتأ وهو دائب في عمله حتى يحقق “جودة حياة” تستحق الشعب الكريم الوفي ويستحقها. فلله الحمد الأول والآخر.
أستميحكم عذرًا بأن تستعرض المقالة، وتُذكرنا ببعضٍ من إنجازات المملكة العربية السعودية “شعبًا وقادةً” في خدمة ضيوف الرحمن.
لنختصر الخط الزمني لقيام وتأسيس الدولة السعودية؛ ولنذهب إلى عهد الموّحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه- الذي أمر بتأسيس المديرية العامة للحج التي تُعنى بخدمة زوار بيت الله الحرام من كل بقاع الأرض. علاوةً على ذلك و- خلْقُ الله هم شهوده على أرضه-، أخبرنا آباؤنا وأجدادنا بأن عبد العزيز كان خادمًا لبيت الله الحرام ومسجد نبينا وقدوتنا محمد – صلى الله عليه وسلم-. فشهد عهده أول توسعة و”اللبنة الأساسية” لخدمة مكة والمدينة وتسخير كافة المقومات بعزيمة الرجال الذين أحاطوا بقائدهم وساندوه، وهدفهم واحد يسمون إليه، وهو خدمة ورعاية ضيوف الرحمن.
نظرةٌ سريعة على ما تم إنجازه في (عهد الملك سعود بن عبد العزيز -يرحمه الله-)، قدّم كل ما يستطيع في ترتيب أوراق الدولة وتأسيس أول جامعة تعليمية حكومية، ولا يخفى على الجميع، بأن شهد عصره بصيص الأمل في تطور وازدهار هذا الوطن المعطاء. وعلى كل حال، رغم انشغاله في إنشاء الوزارات ومحاولة تنظيم شؤون الدولة إلا أنه لم يدخر جهدًا ولا مالًا في سبيل رعاية “ضيوف الله”. فشرع في توسعة الحرم المكي، وخلص في عهده الانتهاء من توسعة الحرم النبوي الشريف.
ننتقل إلى عهد (الملك فيصل بن عبد العزيز- يرحمه الله-)، لن أشير عن قدر الأحداث السياسية المعاصرة لهذا الرجل، الذي كان ومازال هو “علامة فارقة” في رؤية المملكة الخارجية “خصوصًا”. ولكن سنورد بعض أهم الإنجازات التي تحققت في عهده، وقدمت لحجاج بيت الله وزوار مكة والمدينة سبل الراحة. فقد استكمل عمل (سعود بن عبد العزيز) في توسعة الحرمين وكذلك تم في عهده توسعة “المطاف”، وكل هذا في سبيل تحقيق الهدف الأسمى الذي رسم خطته ( عبد العزيز آل سعود).
“خالد خالد بعد الفيصل أنت القائد”: كلماتٌ تغنّى بها الشعب مع قائدهم في أجمل صور اللُحمة الوطنية والتعاون والوفاء من الشعب لقائدهم ووالدهم. لاختصار هذا العهد الزاهر، استكمل خالد ما بدأهُ الفيصل من مشروعات ساهمت في راحة وتوفير كل ما يمكن في سبيل أن ينعم (ضيف الله) بأداء ما عليه من مناسك في “رخاء و سلام”. ففي العام ١٩٧٧ من الميلاد، أمر خالد بإنشاء أول باب من الذهب الخالص لتزهى به الكعبة المشرفة.
في العام ١٤٠٢ من الهجرة النبوية – على صاحبها أفضل السلام-، بايع الشعب “فهدًا” ملكًا وقائدًا على حُكم المملكة العربية السعودية. فكان من أولى قراراته، إخبار العالم أجمع بأن المملكة العربية السعودية “قائدًا وشعبًا” ما هم إلّا خُدّام للحرمين الشريفين؛ فأمر باستبدال لقب (صاحب الجلالة) إلى (خادم الحرمين الشريفين) في رسالة جليّة للعالم أجمع بأننا نفخر بخدمة ضيوف الوهّاب. لن أستفيض بالحديث عن عهد والدنا (فهدُ بن عبد العزيز)، فالخُطب بتراء في وصف ما تم إنجازه وتحقيقه في عهده فشهدنا جميعًا أضخم توسعة للحرمين الشريفين، وكذلك العناية بتوفير كل المواد التي تساهم في خفض درجات الحرارة المرتفعة في صحن وساحات الحرم المكي الشريف ولاحقًا الحرم النبوي، والهدف مثل ما وصّى معزّي “رعاية ضيوف الجبّار” بكل إخلاص وإحسان.
“حبيب الشعب عبد الله”، أكمل مسيرة من بدأ في تحقيق الرخاء لشعب المملكة العربية السعودية وجيرانها والعالم أجمع. في عهده شهدنا جميعًا حوار الأديان الذي كان بأمر من خادم الحرمين الشريفين (الملك عبد الله بن عبد العزيز) ذلك الملك الصالح. لن ينسى التاريخ أن في عهده، تم حل مشكل جسر الجمرات نهائيًا؛ وذلك بعزيمة الرجال وتوجيه القائد الوالد. ولا ننسى توسعة الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف، ومشروع مياه زمزم الذي أصبح يصل بكل يسر وسهولة إلى بقاع الأرض. ودائمًا وأبدًا الهدف هو “رعاية الحرمين الشريفين وضيوفه”.
سيدي سلمان بن عبد العزيز- أيّدهُ الله- خادم الحرمين الشريفين؛ لن أوجز ما تم تحقيقه في عهده وبقيادة حكيمة منه، وتوصيات وعمل دؤوب مجتهد مخلص وفيّ لهذه الأرض من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. سأتحدث عن شيء واحد فقط وهو الاهتمام “بالقوة الناعمة” التي أظهرت للعالم الوجه الحقيقيّ للشعب السعودي وقادته. وذلك بتكرار بأن لنا عُمقًا تاريخيًا موغلًا في القدم -كما أشار ولي عهدنا في حديث سابق له- ، وأننا لن نتوقف عن السعي الدائب نحو العلياء. فسلام عليك يا وطني يا وطن خدام الحرمين الشريفين.
– مُحاضر بقسم الإعلام في جامعة الملك فيصل
مقال أكثر من رائع👍🏻 شكراً لك.
رائع جدا د. رائد
أول ما رأيته في المقال.. رأيت الباحث بأسلوبه المنمق وترتيبه للأحداث والإنجازات بسلاسة ويسر..
رأيت حبك لوطنك في أبهى صوره..
رأيت التواضع..
التركيز على الهدف العظيم الذي كتب المقال من أجله رغم ان الإنجازات كثيرة وكان يمكنك أن تتطرق إليها إلا انك ركزت على أعظم انجاز بوصفك لخادم الحرمين الشريفين منذ تأسيس المملكة وحتى الآن وما تم في توسعة الحرم وغير ذلك..
السعى الدائب نحو العلياء
فسلام عليك يا وطنى يا وطن خدام الحرمين الشريفين 🌹
شكرا جزيلا دكتورة عزيزة كلمات افتخر بها وشهادة من كاتبة صحفية لها خبرة طويلة في هذا المجال