المقالات

تعلَّم متى تُنصت؟!

الإنصات قيمة، والاستماع فن، والحديث مهارة، وبينهما يصنع الإنسان قيمته ويكون أثره.

تعلّم متى تتحدث؟ وتعلّم أيضًا متى تنسحب من جدال عقيم.. وتعلّم متى تنصت؟ وكيف تنصت وتصنع أثرًا في الآخرين؟
تعلم متى تُصافح الآخرين بحديث يلهب المشاعر، ويدفئ القلوب التي في الصدور.
تعلم …وتعلم …..وأيضًا تعلم ..كيف تتعلم؟

تعلم كيف تُنصت للآخرين وتصغي لهم، فهذا جزء هام من التواصل الإنساني لتحقيق الاتصال الفعال ومعرفة قدرات الآخرين، والتخفيف من حدة المتحاورين ورفع معنوياتهم، والتعرف على الحقائق الهامة في الأحاديث الطويلة التي يدلي بها الآخرون، فلا يمكنك تحقيق تواصل جيد واتصال فعال مع الآخرين بدون موهبة الإصغاء والإنصات لهم.
كُن مُنصتًا بجوارحك للآخرين حتى تفهم تعبيراتهم وألفاظهم وكلماتهم التي يعبرون بها عن أفكارهم فلا تقاطع المتحدث، وامنحه فرصة للتعبير عن مشاعره وأفكاره.
تعلم متى ترحل عن جدال عقيم هدفه إبراز الذات، والانتصار للمشاعر والعواطف البعيدة عن الحقيقة والمنطق.
تعلم أن تصنع لك أثرًا بحديث فيه شفافية ووضوح واستماع وإنصات للآخرين تمنحهم الفرصة؛ ليعبروا بما لديهم من أفكار دون مقاطعة فذلك رُقي في الحوار، وحسن إدارته بكل مهارة وإتقان.
كم من جدال أفسد الحديث وتباعد المتحاورين، وساءت العلاقات بينهم لأنهم ابتعدوا عن معاني الحوار الجميل والإنصات الهادف بأدواته ومهاراته.

الإنصات مهارة لا يجيدها إلا إنسان مدرك لأهميتها، ودورها في فهم حديث الطرف الآخر أو قائد ماهر ينصت للآخرين ولا يقاطعهم حتى يعبروا ما بدواخلهم، فيفهم التعبيرات غير اللفظية من خلال الحديث، ومن ثم يصبح للحديث مبنى ومعنى.

الإنصات لغة القادة الذين يحاولون فهم الآخرين، والتأثير عليهم من خلال الإنصات.
عندما نعشق الإنصات وفنونه والاستماع ومهاراته نكون أدركنا القدرة على التأثير وتوجيه الحوار نحو أهدافه، والابتعاد عن كل ما يؤثر على الحوار والنقاش الهادف الذي يبحث عن تقريب وجهات النظر ونقاط الالتقاء بين المتحاورين، والابتعاد عن كل ما يؤثر على الحوار ويقلل أهدافه.
تعلم كيف توجه الحوار من خلال الإنصات وفنونه نحو البناء الفكري، وإعمال العقل وتجويد الحديث، وإعطاء الآخرين فرصة للتعرف على وجهات نظرهم التي ينطلقون منها.
ما أجمل الحوار وفنونه إذا اعتمد على الإنصات ومهارته والاستماع وأدواته الذي يبحث عن الحقيقة، ويثبتها بعيدًا عن تشتت الأفكار وتباعدها.
تعلَّم متى ترحل عن نقاش عقيم وجدال سقيم وفكرة بائدة تشبث فيها المتحاورون للإقصاء وإبراز الذات، والانتصار لها دون عقل يمحص الفكرة، وينزلها للمنطق وأحكامه.
فالإنصات لغة الباحثين عن الحقيقة، وفن لا يجيده إلا من رُزق فهمًا وتواصلًا مع الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى