مرَّ علينا شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار خفيفًا، واستقبلناه كما ينبغي صيامًا وقيامًا امتثالًا لأمر ربنا الذي قال:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183) البقرة.
وقد كان موسمًا مميزًا في المسجد الحرام؛ وذلك بتوفر جميع الخدمات للمعتمرين والمصلين رغم الكثافة الهائلة، إلا أن الأمور والأوضاع بالمسجد الحرام كانت ممتازة من حيث تقديم كافة الخدمات؛ وذلك بناءً على التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين-يحفظهم الله- بتقديم كل ما يحتاجه ضيوف بيت الله الحرام، وتكثيف الجهود وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة للخدمات المقدمة في بيت الله الحرام؛ لينعم المعتمرون والزوار بالراحة.
أيضًا، قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام وبإشراف مباشر من معالي الرئيس العام فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس بتقديم الخدمات الأساسية كتوفير مياه زمزم المباركة للمعتمرين والزوار في كافة أرجاء بيت الله العتيق في صحن المطاف وفي المسعى وفي الممرات والمصليات للرجال والنساء التي تم فرشها وتهيئتها للصلاة.
أضف إلى ذلك، خدمة العربات لكبار السن العادية منها والكهربائية والطوافة للمستفيدين من هذه الخدمة من ضيوف الرحمن وأماكن الاعتكاف، والتي تم تجهيزها تجهيزًا كاملًا لراحة المعتكفين وتخصيص أماكن خاصة لهم.
لقد كان موسمًا مميزًا وناجحًا من حيث التنظيم ولله الحمد، وكان لرجال الأمن بالمسجد الحرام حضور فاعل في التنظيم ومساعدة ضيوف الرحمن داخل الحرم وخارجه بصور مشرفة وابتسامات عريضة وترحيبًا بهم وإرشادهم.
وقد كان لشهادات الزوار والمعتمرين بما تقدمه المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين أصداء جميلة في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي؛ لأن المملكة العربية السعودية هي القلب النابض للأمة العربية والاسلامية لما تتمتع به من سمعة طيبة ومواقف بناءة، وهي تعتبر قائدة الأمة العربية والإسلامية، ولها ثقلها على الصعيد العالمي.
إن ما تقدمه المملكة العربية السعودية من خدمة للإسلام والمسلمين لها آثار واضحة وملموسة من كل المسلمين.
ختامًا، حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين، وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وجزاهم الله خير الجزاء عما يقدمونه لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين، دام عزك ياوطن.