تقوم عدد من الجهات الأمنية في المملكة العربية السعودية بجهود جبّارة واسعة من بعد عيد الفطر المبارك لهذا العام 1444هـ لاجتثاث آفة المخدرات بعدة طرق أمنية تجتمع أهدافها في هدف واحد يتمثل في مكافحة المخدرات بجميع أنواعها بشكل عام ومادة الشبو على وجه التحديد واستئصال ظاهرتها في المجتمع بكل ما تعنيه الكلمة بدءاً بالتوعية مروراً بالمتابعة وانتهاءً بكشف كل ما يتعلق بكيفية انتشارها وتعاطيها وتهريبها وتوزيعها وملاحقة كل من تلوثت يده وفكره بنشرها بين الشباب ذكورا وإناثا مواطنين ومقيمين .
تأتي هذه الجهود ضمن اهتمامات الدولة من خلال وزارة الداخلية وتنفيذ المديرية العامة لمكافحة المخدرات وفروعها في جميع المناطق والمحافظات وبتعاون اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وما يتم من برامج تحت مظلتها عبر ” نبراس ” المشروع الوطني للوقاية من المخدرات الذي أسهم ببرامج توعوية شارك فيها قرابة مائتي متدرب من جهات حكومية أسفرت عن وعي وإدراك بخطورة هذه الآفة التي صادرت تقدم العديد من البلدان مما أفقد حكوماتها السيطرة على الوضع الذي هز اقتصادها وعطل عقول شبابها الذين وقعوا فريسة الأعداء الذين تربصوا ووجدوا من يدعم توجههم فوقع الفأس في الراس وتحول هؤلاء الشباب إلى سرطانات نهشت عقوق المجتمعات ولم ترحم منهم أحدا .
أتذكر حملة وطنية سابقة قامت بها ” نبراس ” في منطقة الباحة عام 2016م وتم ترشيحي -وقتها من الأستاذ عبد الله الحسني المشرف العام على مركز السفراء للتدريب للاشراف على تنفيذ دورتها الأولى بالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات بالباحة تنظيماً ومشاركة وتعاون محاضرين معتمدين من جامعة الباحة ومحاضر من إدارة مكافحة المخدرات بالمنطقة وبمشاركة خمسين متدرباً يمثلون عدة من الجهات الحكومية التي رشحت مشاركين منها كمتدربين لحضور جلسات هذه الورشة ونشاطاتها التي حظيت باهتمام كبير لكونها تأتي ضمن رؤية المملكة 2030م حيث تم توزيع حقائب تدريبية على المشاركين تلاها دورة ثانية وأخرى ثالثة شملت التعليم العام حضرها قرابة مائة متدرب ومتدربة يمثلون معلمي ومعلمات الصفوف الأولية والمشرفين والمشرفات والمرشدين والمرشدات وأئمة المساجد وكان من خواتيم تلك الحقائب التدريبية من ” نبراس ” التي وزعت على الجميع تعريف المشاركين بجهود المملكة العربية السعودية في مجال الوقاية من المخدرات ومساهمات المملكة إقليميا وعربيا وعالميا تجلت في التوقيع على عدد من الاتفاقيات الدولية بدءا من اتفاقية لاهاي عام 1912م وجنيف 1925م وانتهاء بتوقيع المملكة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية في هونمبورغ واتفاقيات بينية بين المملكة وعدد من الدول ذات العلاقة بالمكافحة وتبادل المعلومات والخبرات لوأد هذا الخطر الذي يهدد الشعوب .
من هنا تأتي أهمية نجاح المجتمع بتعاونه البناء مع الجهات الأمنية سواء بصورة فردية أو أسرية أو مجتمعية كما لابد أن نشير إلى دور الأسرة والمدرسة والجامعة بمراقبة الشباب والشابات بل ومراقبة جميع عناصر هذه الجهات ومحاولة استصلاح من وقع في شراك هذه المخدرات بمفهومها العام والخاص بالتوجيه والإرشاد وفي حالة عجزهم عن هذا الدور بعدم بلوغ الهدف وتحقق الغايات فما عليهم إلا إبلاغ الجهات المختصة بسرية تامة والذين سيقومون بدورهم العلاجي الذي يعيدهم لصوابهم ليكونوا أعضاء صالحين في المجتمع بإذن الله .
إن جهود المديرية العامة لمكافحة المخدرات جهود تذكر فتشكر إذ يقومون بوقاية المجتمع من خطر هذه المواد المخدرة قبل وصولها لمروجيها وموزعيها ومتعاطينها وهذه الجهود غير محجوبة بل تنشر عبر موقعهم الرسمي وموقع الأمن العام ومن يمثله في وزارة الداخلية الجهة المسؤولة عن العلاقات والإعلام بمسماها الهيكلي في وزارة الداخلية من باب معرفة ما يتم ضبطه من جهات خارجية معادية لمجتمعنا الآمن المستقر ومن خلال الإفصاح عن الكميات المضبوطة ووجهاتها كمّا ونوعا ومصادرتها وإتلافها قبل وصولها إلى المستهدفين بها وتوقيف المتهمين وتقديمهم للجهات ذات العلاقة في سبيل إيقاع العقوبات النظامية بحقهم .
إنعطاف قلم :
نحو مجتمع خال من المخدرات والمؤثرات العقلية يتوجب علينا جميعا محاربة هذه الظاهرة بكل ما أوتينا من مسؤولية مجتمعية وبالتعاون مع الجهات الأمنية ذات العلاقة كل في ما يخصه فالمملكة اليوم تتربع على عروش العديد من المنجزات ولتكن محاربة المخدرات ضمن تلك العروش التي جعلت منها علامة فارقة في المجتمع الدولي .