المقالات

الطوافة بين الماضي والحاضر

تعتبر الطوافة مهنة تاريخية يعود أول ذكر لوظيفتها عام (ثمانمائة وأربعة وثمانون) من هجرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وذلك في العهد المملوكي عندما قصد السلطان المملوكي الأشرف قايتباي الحج، وقام القاضي برهان الدين من ظهير بتطويفه وتلقينه الدعاء وكذلك حاكم اليمن سيف الإسلام طقـتكين بن أيوب شقيق السلطان صلاح الدين الأيوبي.

والطوافة مهنة عريقة، حظيت في العهد السعودي، بالاهتمام منذ عهد المؤسس الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود-طيب الله ثراه- والذي أصدر مرسومًا بتنظيم مهنة الطوافة وإنشاء إدارة الحج ووكلاء الطوافة، فأصبحت هذه المهنة تحت إدارة الحج، والتي أصبحت بعد ذلك وزارة الحج والأوقاف.

بعد ذلك، في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز-يرحمه الله- صدر أمر ملكي بتنظيم جميع المهن الموجودة، والتي تشمل مهنة الطوافة في المسجد الحرام والعربات لكبار السن، وأصبح الاهتمام بمهنة الطوافة اهتمامًا كبيرًا لما لهذه المهنة من أهمية في خدمة قاصدي بيت الله الحرام، وكانت وزارة الحج والأوقاف مسؤولة عن هذه المهنة حتى وقت صدور الأمر السامي بإنشاء الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في عهد الملك خالد بن عبد العزيز-يرحمه الله- في عام ألف وثلاثمائة وسبعة وتسعين من الهجرة النبوية الشريفة.

ولذلك أصحبت إدارة شؤون المطوفين تحظى بإدارة مستقلة تُعنى بشؤون المطوفين.

وفي وقتنا الحاضر، تولي الدولة -رعاها الله- كل الاهتمام لشؤون الحرمين ورعايتهما وخدمة قاصديها وبإشراف مباشر من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس -يحفظه الله-، وقد حظي المطوفون والإدارة العامة للتطويف بكل الدعم والرعاية من قبل فضيلة الرئيس العام.

ثم بعد ذلك، تم تعيين الأستاذ أحمد الدهاس مديرًا عامًا لإدارة التطويف بإشراف وكالة التوعية برئاسة الدكتور ماجد السعيدي، وقد تداول على إدارة التطويف مدراء أكفاء من أبرزهم: الشيخ طه البركاني، والشيخ حمد المشوح، والأستاذ عبد الحميد المالكي الذي أصبح لاحقًا وكيل الرئيس العام.

ويوجد عدد من المطوفين لتطويف ضيوف الدولة بأمرٍ سامٍ، وأيضًا بعض المساندين، وعدد من المطوفين الذين يقومون بخدمة قاصدي بيت الله الحرام في صحن المطاف الذي يصل عددهم إلى أكثر من سبعين مطوفًا.

حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين، وحفظ الله ولي أمر هذه البلاد المباركة وولي عهده الأمين، وبارك الله في جهودهم لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى