الإشادات العالمية بالدور السعودي الدبلوماسي واللوجيستي والإنساني في عملية إجلاء المواطنين السعوديين ورعايا العديد من الدول الشقيقة والصديقة، وعدد من المدنيين والدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين من السودان يؤكد على الوجه الإنساني للسعودية الذي يُعتبر معلمًا بارزًا في علاقاتها الدولية، وفي تعاملاتها مع المجتمع الدولي، وهو دور يمتد إلى عشرات العقود، بما يضع بلادنا كدولة رائدة في هذا المجال.
واللافت أن هذه المبادرة الإنسانية للمملكة التي تمت بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء سمو الأمير محمد بن سلمان، تأتي بعد بضعة أسابيع فقط من مشاركتها الفعالة في أعمال الإغاثة الإنسانية وإنقاذ المحتجزين والمتضررين في حادثة الزلزال التي ألمّت بالشعبين السوري والتركي عبر فريق البحث والإنقاذ السعودي المجهز بالآليات والمعدات والمضخات والأدوية الطبية والتجهيزات الفنية وغيرها، ليُباشر أعماله وفق خطط عملية وعلمية روعي فيها طبيعة الحدث للتعامل معها بالطرق المثلى للإسهام في عمليات إنقاذ المحتجزين والمتضررين والبحث عن المفقودين، وجاء توجيه مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا” الشكر للسعودية باعتبارها من أكبر المانحين لتركيا وسوريا استجابةً لنداء التمويل الإنساني عقب الزلزال تتويجًا للجهود السعودية؛ وتأكيدًا للدور الإنساني الذي تبذله قيادتنا الرشيدة في مثل هذه الأحداث.
إن مساهمة السياسة الخارجية للمملكة في تشكيل مشاركتها في العمل الإنساني على المستويين الإقليمي والدولي، من شأنه تعزيز الروابط بين مصالح السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية وعملها الإنساني، ويكشف عن دور المملكة العربية السعودية كمانح إنساني مدفوع بالأولويات المحلية التي تُشكل أيضًا سياستها الخارجية وأسلوب تعاملها مع القوى الإقليمية والدولية، وتعتبر المساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة للدول المحتاجة أداة هامة في تعزيز صورتها الذاتية كقائد للعالم العربي والإسلامي، ويؤكد على حاجة العالم إلى المملكة العربية السعودية كجهة فاعلة إنسانية بسبب حجم تمويلها ومسارعتها في تقديم أوجه الدعم المطلوب بصرف النظر عن الجهة المتضررة.
إن نظرة سريعة لجهود المملكة وتفانيها في تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية المقدمة للاجئين والنازحين والمتضررين، والمبادرات الخيرية والإنسانية للمملكة، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومنصة المعونة السعودية، وجهود المملكة الإنسانية في المحن والزلازل والكوارث، وجهودها خلال تفشي كوفيد- 19، كل ذلك يقدم صورة صادقة للوجه الإنساني للمملكة العربية السعودية ودورها في تعزيز أمن وسلام ورفاهية المنطقة والعالم، وقد تعزز هذا الدور من خلال العضوية الفعالة للمملكة في رابطة العالم الإسلامي، ومنظمة العمل الإسلامي، والمنظمات المنبثقة عن الأمم المتحدة مثل عضويتها في إيكوسكو، واليونسكو، واليونيسيف، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ومؤخرًا جاء تثمين العديد من الدبلوماسيين الدوليين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، ووزير خارجية اليابان، والقنصل العام للولايات المتحدة والقنصل البريطاني العام في جدة، والعديد من قناصل الدول الشقيقة والصديقة للجهود السعودية في إجلاء الرعايا الأجانب في السودان حتى وصولهم إلى الأراضي السعودية عبر البحر الأحمر واستقبالهم كضيوف للمملكة في مدينة جدة، تمهيدًا لعودتهم إلى وطنهم سالمين آمنين – مع حرص المملكة على توفير كامل الاحتياجات الأساسية لأولئك الرعايا- يعتبر وسامًا جديدًا آخر على صدر بلادنا الغالية باعتبارها مملكة الإنسانية، وهنا ينبغي وضع الدور السعودي في هذا الشأن في إطاره الصحيح، فمنذ البداية لم يكن هدف القيادة السعودية الرشيدة إنقاذ الرعايا السعوديين فقط، وإنما اتخاذ الترتيبات والاستعدادات لإجلاء المواطنين السعوديين وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة، وتمت هذه العملية البطولية التي قامت بها قطع من الأسطول الملكي السعودي والقوات الجوية الملكية، وأسفرت عن إجلاء أكثر من 5000 شخص (منهم 184 سعوديًا ونحو 5013 شخصًا ينتمون إلى 100 جنسية)، على نحو عالٍ من الدقة والانضباط بآليات محكمة حازت على إعجاب دول العالم كافة، وبدا واضحًا في ردود أفعال الرعايا الأجانب الذين تم إجلاؤهم أن ثمة إنجاز إنساني تحقق على أعلى المستويات.
إنجازات السعودية العديدة والمتتالية في المجال الإنساني وغيره من المجالات، يعتبر مصدر اعتزاز وفخر لنا جميعًا كسعوديين، نشعر بكل ذرة في كياننا بأننا ننتمي إلى أرض مقدسة ووطن شامخ وقيادة ملهمة.