المقالات

الحرب على المخدرات..حماية للدين والمجتمع.. ووقاية لشباب الوطن

تقود وزارة الداخلية – مُمثلة في المديرية العامة لمُكافحة المُخدرات -، والأمن العام وحرس الحدود والأفواج الأمنية، هذه الأيام بجهود أمنية مُشتركة لمُكافحة المخدرات في جميع مناطق المملكة، حققت نجاحات كبرى، وأسفرت عن ضبط لعدد من المُروجين والمُتعاطين، والتي صاحبها منح رجال الأمن المزيد من الصلاحيات في ضبط المتعاطين والمروجين، مع تبني خطة مدروسة للعمل على إحباط أية محاولات تهدف إلى تهريب المخدرات بأنواعها المختلفة إلى المملكة لترويجها داخل البلاد، تزامنًا مع عمل المديرية العامة لمُكافحة المُخدرات على تنفيذ الجانب الوقائي، والذي يهدف إلى توعية المواطنين والمقيمين بأخطار المخدرات، وتحذيرهم من مغبة الوقوع فيها بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والحث على أهمية تكاتف الدول والمجتمعات لحماية البشرية من خطر هذه الآفة التي باتت تُهدد الأمن والاستقرار، ولتُعتبر هذه الأعمال مجتمعة، من أبرز جهود المملكة المُخلصة والحثيثة لمكافحة المخدرات، والحد من أضرارها وخطورتها على الفرد والمجتمع.
هذه الجهود الكبيرة والمُخلصة لتخليص البلاد من هذه الآفة وهذه السموم، تتسق مع مُستهدفات رؤية السعودية الطموحة 2030، التي تعتمد لتنفيذها على ثلاثة محاور هي: “المجتمع الحيوي”، و”الاقتصاد المزدهر”، و”الوطن الطموح”، والتي بدورها تتكامل مع بعضها في سبيل تحقيق أهداف المملكة، انطلاقًا من أن ثروة هذه البلاد العالية الحقيقية، تكمن في الأفراد والمجتمع، وأيضًا انطلاقًا من رهان هذه “الرؤية” المستمر على الشباب السعودي الواعد، الذين أطلقت لهم الكثير من المبادرات البرامج والمشروعات – ضمن برامج ومشروعات مبادرات التحول الوطني -، لزيادة مشاركتهم في أنشطة المجتمع وفعالياته المختلفة، ولتمكينهم، في سوق العمل، وتحسين الظروف المعيشية؛ من خلال تعزيز الأفكار والقيم الإيجابية في الحياة وسلوكيات المواطنين، لخدمة الوطن وتحقيق الرفاهية، وتغيير أو تعديل آراء ومواقف وسلوك الأفراد لصالح المجتمع، وتحقيق الاستفادة القصوى من مهارات أبناء المملكة؛ وإتاحة فرص عمل للجميع، حيث يسعى “برنامج تنمية القدرات البشرية”، إلى بناء مجتمع قوي مُنتج، وأن يمتلك المواطن قدرات تُمكنه من المنافسة عالميًا، من خلال تعزيز القيم، وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعارف، وغرس القيم منذ سن مُبكرة.
مشكلة المُخدرات بأنواعها الكثيرة وأشكالها المُتعددة والخطيرة، سواء كانت ذات مصدر طبيعي: (القات، والأفيون، والمورفين، والحشيش، والكوكايين، وغيرها)، أو من مصدر اصطناعي: (الهيروين، والأمفيتامين والميثامفيتامين، والتي بدورها تشمل الميث، والكريستال ميث، والشبو، وغيرهما)، وأيضًا الحبوب المخدرة والمذيبات الطيارة، تُعد من أكبر المشكلات في وقتنا الحاضر، ومن أخطر الآفات التي تُعاني منها المجتمعات في عصرنا الحالي، خاصة وأنها تستهدف العقيدة والدين، والإضرار بعقول الشباب بجميع فئاتهم العمرية، لتُسبب لهم الأمراض النفسية والعقلية والجسدية الخطيرة، ولعل من أهم أضرارها، أنها تؤثر على صحة الفرد النفسية والبدنية وتُغير من طريقة تفكيره وسلوكياته، وتؤدي إلى الهلوسة البصرية والسمعية والفكرية، وكذلك فقدان الذاكرة، ولا تقتصر أضرارها على الفرد، بل تمتد لتشمل الأسرة والمجتمع بأسره، مما يعني خطر شيوع الفساد الأخلاقي بين أفراده، وانتشار الجريمة والعنف، وغيرها من سلوكيات مُضرة.
لتعريف “المُخدرات”؛ فهي مجموعة من المواد التي تُسبب الإدمان وتؤدي لتسمم الجهاز العصبي، فيُطلق هذا اللفظ: “مُخدر”، على كل ما يُذهب العقل ويُغيبه، لاحتوائه على مواد كيميائية تؤدي إلى النعاس والنوم أو غياب الوعي. كما أنها تعني كل مادة نباتية أو مُصنعة تحتوي على عناصر منومة أو مُسكنة أو مُفترة، والتي تصيب الجسم بالفتور والخمول وتشل نشاطه، كما تصيب الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي والجهاز الدوري بالأمراض المزمنة، كما تؤدي إلى حالة من التعود أو ما يسمى “الإدمان” مسببة أضرارًا، وذلك إذا اُستخدمت في غير الأغراض الطبية المُعدة لها. ومن أخطرها مخدر “الشبو” واسمه العلمي “ميثامفيتامين”، والذي يُعرف بأسماء عديدة أشهرها “الثلج”، أو “الكريستال ميث”، ويأتي على شكل بلورات صغيرة تشبه الجليد، أو مسحوق أبيض يشبه الكريستال، له رائحة قوية وطعم مر، يمكن حقنه أو تدخينه أو شمه أو ابتلاعه، وهو مادة خطيرة جدًا تسبب الإدمان، وترتبط بالعديد من المشكلات الصحية والجسدية والعقلية المزمنة، وقد تتسبب الجرعات المُفرطة العالية المتكررة منه، في نوبات من “الذهان”، التي هي حالة مرضية يفقد المريض فيها اتصاله بالواقع، وتشمل أوهام جنون العظمة والهلوسة، والسلوكيات غير العادية أو العدوانية أو العنيفة، التي يمكن قد تستمر لفترة طويلة، بالإضافة إلى السكتات القلبية، أو فقدان الوعي، أو الموت.
ختامًا؛ أسأل الله -عز وجل-، أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأن يحفظ علينا ديننا وبلادنا من كل سوء ومكروه، وأن يُديم علينا نعم الأمن والأمان والاستقرار، وأن يرزقنا شكر النعم.

* الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا ودول الإشراف

د.م فيصل بن عبدالرحمن أسره

أستاذ الهندسة البيئية والمياه المشارك، بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى